8 - فَوضعت بِأَدْنَى من أَرْبَعَة أشهر من يَوْم مَاتَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا سبيعة اربعي بِنَفْسِك وروى: على نَفسك. هَذَا يحْتَمل وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن يكون من ربع بِمَعْنى وقف وانتظر قَالَ الْأَحْوَص: ... مَا ضرّ جيراننا إِذْ انتجعوا ... لَو أَنهم قبل يومهم ربعوا ... فيوافق قَوْله تَعَالَى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ} وَهَذَا يَقْتَضِي أَنه أمرهَا بالكفِّ عَن التَّزَوُّج وانتظار تَمام مُدَّة التَّرَبُّص وَهُوَ مَذْهَب عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: عدتهَا أبعد الْأَجَليْنِ. وَيحْتَمل أَن يكون من قَوْلهم: ربع الرجل إِذا أخصب من الرّبيع وَمِنْه: رجل مربوغ أَي منعوش منفسٌ عَنهُ فَيكون الْمَعْنى: نَفسِي عَن نَفسك وارمي بهَا إِلَى الخصب وَالسعَة وأخرجيها عَن بؤس الْمُعْتَدَّة وَسُوء حَالهَا وضنك أمرهَا. ويعضده مَا يرْوى: أَن سبيعة وضعت بعد وَفَاة زَوجهَا بِشَهْر أَو نَحوه فَمر بهَا أَبُو السنابل فَقَالَ: لقد تصنعت للأزواج لَا حَتَّى تَأتي عَلَيْك أَرْبَعَة أشهر وَعشر فَأَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ: كذب فَانْكِحِي فقد حللت. وَعَن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِذا ولدت وَزوجهَا على سَرِيره جَازَ أَن تتَزَوَّج. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن رجلا جَاءَهُ فِي نَاقَة نحرت فَقَالَ لَهُ عمر: هَل لَك فِي ناقتين عشراوين مربغتين سمينتين بناقتك فَإنَّا لَا نقطع فِي عَام السّنة
ربغ أربغت الْإِبِل: إِذا [274] أرسلتها على المَاء ترده مَتى شَاءَت فربغت هِيَ وَمِنْه ربيع رابغ أَي مخصب وعيش رابغ رافغ. أَرَادَ ناقتين أربغتا حَتَّى أخصبت أبدانهما وسمنتا.