حى أَي عَن كل نفس حَيَّة فِي بَيته من هرة وَفرس وحمار وَغير ذَلِك. مطرف رَحمَه الله خرج من الطَّاعُون فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ: هُوَ الْمَوْت نحايصه وَلَا بُد مِنْهُ.
حيص المحايصة: مفاعلة من حَاص عَنهُ وَلَيْسَ الْمَعْنى أَن كل وَاحِد من الْمَوْت وَالرجل يحيص عَن صَاحبه وَإِنَّمَا الْمَعْنى أَن الرجل فِي فرط حرصه على الحياص عَن الْمَوْت كَأَنَّهُ يباريه ويغالبه لِأَن من شَأْن المغالب المباري أَن يحرص على فعله ويحتشد فِيهِ فيئول معنى نحايصه إِلَى قَوْلك: يحرص على الْفِرَار مِنْهُ. وإخراجه على هَذِه الزنة لهَذَا الْغَرَض لكَونهَا مَوْضُوعَة لإِفَادَة المباراة والمغالبة فِي الْفِعْل. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {يُخادِعُونَ الله وَهوَ خَادِعُهُم} . سعيد رَحمَه الله تَعَالَى سُئل عَن مكَاتب اشْتِرَاط عَلَيْهِ أَهله أَلا يخرج من الْمصر فَقَالَ: أثقلتم ظَهره وجعلتم عَلَيْهِ الأَرْض حيص بيص. أَي ضيقَة لَا يقدر على التَّرَدُّد فِيهَا من قَوْلهم: وَقع فلَان فِي حيص بيص: إِذا وَقع فِي خطة ملتبسة لَا يجد مَوضِع تفصٍّ عَنْهَا تقدم أَو تَأَخّر من حَاص عَن الشىء إِذا حاد عَنهُ وباص: إِذا تقدم وَالَّذِي قلبت لَهُ وَاو بوص يَاء طلب المزاوجة كَالْعَيْنِ الحير وَنَبِيًّا بناءَ خَمْسَة عشر لِأَن الأَصْل حيص وبيص. وروى الْفَتْح وَالْكَسْر فِي الْحَاء وَالصَّاد والتنوين للتنكير. عَطاء رَحمَه الله قَالَ ابْن جريج: كَيفَ يمشي بِجنَازَة الرجل قَالَ: يُسرع بِهِ. قَالَ: فالمرأة قَالَ: يُسرع بهَا أَيْضا وَلَكِن أدون من الْإِسْرَاع بِالرجلِ. قَالَ: فَمَا حياكتهم أَو حياكتكم قَالَ: زهو.