وَسمع أَبُو مهدية الْأَعرَابِي رجلا يَقُول لصَاحبه: زوذ فَسَأَلَ عَنهُ فترجم: تعجّل. فَقَالَ: أَفلا [يَقُول] : حيهلك. وَيُقَال: فحى بعمر.

حيأ سلمَان رَضِي الله عَنهُ أحيوا مَا بَين العشاءين فَإِنَّهُ يحط عَن أحدكُم من جزئه وَإِيَّاكُم وملغاة أول اللَّيْل فَإِن ملغاة أول اللَّيْل مهدنة لآخره. وروى: مهذرة فِي مَوضِع ملغاة. إحْيَاء اللَّيْل بِمَنْزِلَة تسهيده وتأريقه لِأَن النّوم موت واليقظة حَيَاة ومرجع الصّفة إِلَى صَاحب اللَّيْل فَهُوَ إِذن من بَاب قَوْله: ... إِذا مَا نامَ ليلُ الهَوْجَلِ ... أَرَادَ بالعشاءين الْمغرب وَالْعشَاء فغلّب وبالجزء: مَا وظف على نَفسه من التَّهَجُّد. الملغاة والمهذرة والمهدنة: مفعلة من اللَّغْو والهذر والهدون بِمَعْنى [193] السّكُون وَالْمعْنَى: إِن من قطع صدر اللَّيْل بالسمر ذهب بِهِ النّوم فِي آخِره فَمَنعه من الْقيام للصَّلَاة. ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَانَ فِي غزَاة بَعثهمْ فِيهَا النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم قَالَ: فَحَاص الْمُسلمُونَ حَيْصَة. وروى فجاض. كِلَاهُمَا بِمَعْنى انهزم وانحرف

حيص وَمِنْه حَدِيث أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ: إِن هَذِه لحيصة من حيصات الْفِتَن. أَي روغة مِنْهَا عدلت إِلَيْنَا. ابْن عُمَيْر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن الرجل ليسأل عَن كل شىء حَتَّى عَن حَيَّة اهله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015