فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أقتلت رجلا يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ أُسَامَة: فَلَا أقَاتل رجلا يَقُول: لاإله إِلَّا الله حَتَّى أَلْقَاهُ. فَقَالَ سعد: وَأَنا لَا أُقاتلهم حَتَّى يقاتلهم ذُو البطين. وَكَانَ لأسامة بطن مندح. وروى أَنه كَانَ فِي سَرِيَّة أميرها غَالب بن عبد الله وَأَنَّهُمْ قد أحاطوا لَيْلًا بحاضر فَعم وَقد عطنوا مَوَاشِيهمْ فَخرج إِلَيْهِم الرِّجَال فَقَاتلُوا سَاعَة ثمَّ ولوا قَالَ أُسَامَة: فَخرجت فِي أثر رجل مِنْهُم فَجعل يتهكم بِي حَتَّى إِذا دَنَوْت مِنْهُ وَلحمَته بِالسَّيْفِ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله فَم أُغمد عَنهُ سَيفي حَتَّى أوردته شعوب. جبئوا: خَرجُوا يُقَال: جبأ عَلَيْهِ الْأسود من جُحْره وجبأت عَلَيْهِ الضبع من وجارها: وَهُوَ الْخُرُوج من مكمن. فَرفع عَنهُ: أَي رمحه أَو يَده فَحذف لِأَنَّهُ مَفْهُوم. الضَّمِير فِي أَلْقَاهُ يرجع إِلَى الله فِي قَوْله: لَا إِلَه إِلَّا الله. أَرَادَ بِذِي البطين: أُسَامَة لاندتحاج بَطْنه وَهُوَ اتساعه واستفاضته. وَمِنْه: اندحَّ [1 5] الْكلأ. الْحَاضِر: الْحَيّ إِذا حضر وَالدَّار الَّتِي بهَا مجتمعهم. قَالَ: ... فِي حَاضر لجب ابالليل سامره ... فِيهِ الضواهل والرَّاياتُ والعَكَرُ ... وَهُوَ أَيْضا خلاف البادي فِي قَوْله: لَهُم حاضِرٌ فَعْمٌ وَبَادٍ كأَنَّهُ ... قَطِينُ الإِلهِ عزَّةً وتَكَرُّمَا ... وَقد يُقَال أَيْضا للمكان المحضور: حَاضر فَيَقُولُونَ: زلنا حَاضر بني فلَان. الفعم: الضخم الجم. عطَّنوا: من العطن. التهكم: الِاسْتِهْزَاء وَالِاسْتِخْفَاف. لحْمَته: ضَربته. وَمَعْنَاهُ أصبت لحْمَة.