النَّاس فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة الْمُلُوك الْملك إِذا ملك زهَّده الله فِيمَا عِنْده ورغَّبه فِيمَا فِي يَدي غَيره وانتقصه شطر أَجله وأشرب قلبه الإشفاق فَإِذا وَجب ونضب عمره وضحا ظلُّه حَاسبه الله فأشدَّ حسابه وأقلَّ عَفوه. ثمَّ قَالَ: وسترون بعدِي مُلكاً عَضُوضًا وَأمة شعاعا ودما مفاحا. فإنكانت للباطل نزوة وَلأَهل الْحق جَوْلَة يعْفُو لَا الْأَثر وَتَمُوت السُّنن فالزموا الْمَسَاجِد واستشيروا الْقُرْآن وَليكن الإبرام بعد التشاور والصفقة بعد التناظر. نضب: من نضوب المَاء وَهُوَ ذَهَابه. ضحا ظلُّه: أَي صَار ضحًّا وَإِذا صَار الظل ضحافقد بطلصاحبه. الشعاع: المتفرق. فاح الدَّم: جرى جربا متسعا وأفاحه أجراه. جَوْلَة أَي حيرة لَا يستقرون على أَمر يعرفونه. الصَّفْقَة: مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ وتبايعوا.
وَجه ذكر صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فتنا كَقطع اللَّيْل تَأتي كوجوه الْبَقر. قَالُوا: يُرِيد أَنَّهَا متشابهة لَا يُدرى أنَّى يُؤتى لَهَا ذَهَبُوا إِلَى قَوْله تَعَالَى (إنَّ البَقَر تَشَابَهَ علَينا) . وَعِنْدِي أَن المُرَاد تَأتي نواطح للنَّاس وَمن ثمَّ قَالُوا: نواطح الدَّهْر لنوائبه.
وجس نهى صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم عَن الوجس. هُوَ أَن يلامس امْرَأَة وَالْأُخْرَى تسمع من التوجس (7) وَهُوَ التسمع.