وَعَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إيَّاكُمْ وَالِاخْتِلَاف والتنطع فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْل أحدكُم: هَلُمَّ وتعال. وَعَن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: اقْرَءُوا الْقُرْآن مَا اتفقتم فَإِذا اختلفتم فَقومُوا عَنهُ. وَلَا يجوز تَوْجِيهه على النَّهْي عَن المناظرة والمباحثة فإنَّ فِي ذَلِك سدًّا لباب الِاجْتِهَاد وإطفاءً لنُور الْعلم وصدًّا عَمَّا تواطأت الْعُقُول والْآثَار الصَّحِيحَة على ارتضائه والحثِّ عَلَيْهِ. وَلم يزل الموثوق بهم من عُلَمَاء الْأمة يستنبطون مَعَاني التَّنْزِيل ويستثيرون دفائنه ويغوصون على لطائفه وَهُوَ الحمَّال ذُو الْوُجُوه فَيَعُود ذَلِك تسجيلا لَهُ ببعد الْغَوْر واستحكام دَلِيل الإعجاز وَمن ثمَّ تكاثرت الْأَقَاوِيل واتَّسم كل من الْمُجْتَهدين بِمذهب فِي التَّأْوِيل يعزى إِلَيْهِ.

مرث أَتَى السِّقاية فَقَالَ: اسقوني. فَقَالَ الْعَبَّاس: انهم قد مرثوه وأفسدوه. وروى: إِنَّه جَاءَ عباساً فَقَالَ: اسقونا فَقَالَ: إِن هَذَا شراب قد مغث ومرث أَفلا نسقيك لَبَنًا وَعَسَلًا فَقَالَ: اسقونا مِمَّا تسقون مِنْهُ النَّاس. أَي وضَّروه بِأَيْدِيهِم الوضرة. تَقول الْعَرَب: أدْرك عناقك لَا يمرِّثوها. قَالَ المفضّل: التمريث أَن يمسحها الْقَوْم بِأَيْدِيهِم وفيهَا غمر فَلَا ترأمها أمُّها من ريح الْغمر. والمغث: نَحْو من المرث.

مرر كره من الشَّاء سبعا: الدَّم والمرارة وَالْحيَاء والغدَّة والذَّكر والأنثيين والمثانة. قَالَ اللَّيْث: المرارة لكل ذِي روح إِلَّا الْبَعِير فَإِنَّهُ لَا مرَارَة لَهُ. وَقَالَ القتبي: أَرَادَ الْمُحدث أَن يَقُول الامر وَهُوَ المصارين فَقَالَ المرارة وَأنْشد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015