لوى قَتَادَة رَحمَه الله تَعَالَى ذكر مَدَائِن قوم لوط فَقَالَ: ذُكر لنا أَن جِبْرَائِيل أَخذ بعروتها الْوُسْطَى ثمَّ ألوى بهَا فِي جوِّ السَّمَاء حَتَّى سَمِعت الْمَلَائِكَة ضواغي كلابها ثمَّ جرجم بَعْضهَا على بعض ثمَّ اتبع شُذَّان الْقَوْم صخرا منضودا. أَي ذهب بهَا. الضواغي: جمع ضاغية وَهِي الصائحة. جرجم: أسقط وصرع قَالَ العجاج: ... كأَنهُمْ من فَائِظٍ مُجَرْجَمِ ... شذَّانهم: من شَذَّ مِنْهُم وَخرج من جَمَاعَتهمْ. وَهَذَا كَمَا روى أَنَّهَا لما قُلبت عَلَيْهِم رمى بقاياهم بِكُل مَكَان.
لوط كَانَ بَنو إِسْرَائِيل يتيهون فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ سنة إِنَّمَا يشربون مَا لاطوا. من لَاطَ حَوْضه إِذا مدره أَي لم يُصِيبُوا مَاء سيحاً إِنَّمَا كَانُوا ينزحون المَاء من الْآبَار فيقرونه فِي الْحِيَاض.
اللَّام مَعَ الْهَاء
لهق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ خُلُقه سجيَّةً وَلم يكن تلهوقاً. أَي طبيعة وَلم يكن تكلفا. والتَّلهوق: أَن يتزين بِمَا لَيْسَ فِيهِ من خلق ومروءة ويدَّعى الْكَرم والسخاء يُغير بَيِّنَة. وَعِنْدِي أَنه تفعول من اللهق وَهُوَ الْأَبْيَض فقد استعملوا الْأَبْيَض فِي مَوضِع