والمكابلة الْمنْهِي عَنْهَا أَن تبَاع دَار إِلَى جنب دَارك وَأَنت تريدها فتؤخر ذَلِك حَتَّى يستوجبها المُشْتَرِي ثمَّ تأخذها بِالشُّفْعَة وَهِي مَكْرُوهَة. وَعَن الْأَصْمَعِي أَنَّهَا مَقْلُوبَة من المباكلة أَو الملابكة وَهِي المخالطة. يُقَال: بكلت الشَّيْء ولبكته أَي إِذا حُدَّت الْحُدُود فقد ذهب الِاخْتِلَاط. وبذهابه ذهب حقُّ الشُّفْعَة كَأَنَّهُ قَالَ: فَلَا علَّة لثُبُوت الشُّفْعَة.
كبهة حُذَيْفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر فتْنَة شبهها بفتنة الدَّجَّال وَفِي الْقَوْم أَعْرَابِي فَقَالَ: سُبْحَانَ الله يَا أَصْحَاب مُحَمَّد كَيفَ وَقد نعت لنا الْمَسِيح وَهُوَ رجل عريض الكبهة مشرف الكتد بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ فرُدع لَهَا حُذَيْفَة ردعة ثمَّ تساير عَن وَجهه الْغَضَب. أَرَادَ الْجَبْهَة فَأخْرج الْجِيم بَين مخرجها ومخرج الْكَاف وَهُوَ أحد السَّبْعَة الَّتِي ذكر سِيبَوَيْهٍ أَنَّهَا غير مستحسنة وَلَا كَثِيرَة فِي لُغَة من تَرْتَضِي عربيته. الكتد: مَا بَين أَعلَى الظّهْر والكاهل. رُدع: تغير لَونه ضجراً من ردعت الثَّوْب بالزعفران. تساير أَي سَار وَزَالَ.
كبر أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سجد أحد الأكبرين فِي {إِذا السماءُ انْشَقَّت} أَرَادَ الشَّيْخَيْنِ أَبَا بكر وَعمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا. عِنْد أَصْحَابنَا: فِي الْمفصل ثَلَاث سَجدَات: إِحْدَاهَا فِي هَذِه وَالثَّانيَِة وَالثَّالِثَة فِي {والنجم} و {اقْرَأ} . وَهُوَ مَذْهَب أبي هُرَيْرَة كَمَا ترى وَابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنْهُمَا وَعند مَالك وَالشَّافِعِيّ رحمهمَا الله تَعَالَى لَا سُجُود فِيهِ وَهُوَ مَذْهَب ابْن عَبَّاس وَزيد ابْن ثَابت رَضِي الله عَنْهُم.
كبس عقيل رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن قُريْشًا قَالَت لأبي طَالب: إِن ابْن أَخِيك قد آذَانا فانهه عَنَّا. فَقَالَ: يَا قيل انْطلق فائتني بِمُحَمد فَانْطَلَقت إِلَيْهِ فاستخرجته من كبس.