وذاك أن الداء لما أتى ... إليه في جملة خدامه
أجله أن يعتري جسمه ... معرفة منه بإعظامه
ورام توديعا له فأثنى ... يرغب في تقبيل أقدامه
فلم يكن بد من إسعافه ... جرياً على معهود إنعامه
أخبرني الشهاب أنه لما أنشد هذه الأبيات قال الفاضل: أبياتك هذه يا شمس الدولة خير من العافية، ما سمعت في معناها أحسن منها، وأحسن ما فيها أنها من رب سيف.
قال: ودخل على الصفي ابن شكر وزير العادل، وقد فهم عنه تقصيرا في حقه فأنشده:
أيا من مودته لم تزل ... إذا ما ارتقى رتبة أو ولي
أعيذك من غفلةٍ تعتري ... جلالك عن خادم أو ولي
إذا لم تزدني على رتبتي ... فعد بي إلى حالي الأول
فقال: بل لا أقنع لك إلا بالمزيد، ولا أعتذر لك إلا بالفعل.
وشعره مدون، ظفرت به عند شخص لا يسمح بإعارته ولا مطالعته، فحفظت منه هذه الأبيات، وهي عنوان عما تضمنه من البدائع والغرائب: