يتوقف في هذه وبالجملة فالنازلة عندى بينة واضحة وأنه لا بنبغي من مثلكم التوقف فيها لما منحكم الله من ذكاء القريحة وسلامة الصدر والإنصاف والحمد لله وأعرضوها على الفقيهين سيدى محمد بن سيد الحاج عبد الله والسيد عبد الكريم بن سيدى محمد الصالح والله الموفق وما دلني على ما ذكر هنا وإن كانت أجنبية عن الشورى وذلك يعد من الفضول إلا الحرص على إرشادكم وإفادتكم والله الموفق بمنه لا شريك له وكتب عبد الرحمن بن عمر لطف الله به اهـ.
ومنها ما خاطب به القاضي السالف الذكر بعد الافتتاح يقول: إلى المحب في الله السيد عبد الحق بن سيدى عبد الكريم ألف سلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد: فقد أتاني السيد عبد الرحمن الغماري بالحكم الذي كتبت له على خصمه وقرأته وفهمته ولم تترك لخصمه حجة ثم عاد إلي وذكر أنك كتبت إليه ليأتيني ويعرضه علي ثانيا فهذا لا يليق بك كل من أتاك من الخصمين تكتب له ما يسره لأن إرضاء الخصمين لا يمكن عادة كما قال الحريرى ومن أين ومن أين فإما حكمت على أحد فايئسه وإلا ينقطع عنك أبدا والسلام.
فكتب إليه القاضي شيخنا وحبيبنا في الله أبي زيد بن أبي حفص السلام التام أما بعد: فإني لم أكن أكتب للخصمين ما بسرهما استرضاء لهما ولم أكتب إلا ما يقتضيه حال من دعا إلى الكتابة- إلى أن قال- واللوم يتوجه على أهل الغمارى حيث لم يعلموني بالخبر والسلام.
فأجابه الشيخ عبد الرحمن بقوله: وعليك أيها الأخ ألف سلام وبعد فقد خاطبتك بمحوله نصيحة وإرشادا فإذا أنت لم تفهم قصدي ومرادي فإني قد