قال الشيخ المذكور ثم إني نمت وسبحان الذي لا ينام فانتبهت في جوف الليل فغاب عقلي في التفكر حتى اعتراني شبه الإغماء مع وجود الإحساس من غير نوم غشيني فإذا أنا بطارق يتكلم كأنه بين ذاقنتي وحاقنتي فأنشأ يقول:
أتجبر ثيبا هل أنت رب … على تزويج قن لا تجوروا
فإن أبحت ممنوعا برأي … فإبليس الرجيم لكم أمير
فتب وارجع وقل صوبا قواما … وإلا سوف سلعتكم تبور
فلما أنشدت الأبيات راعني ذلك فانتبهت من وسنات فكرتي فزعا مرعوبا فهرولت فأعرضت مستحسني في هذا الأمر على الفقهاء لا أجد في ذلك نصا صريحا أعتمد عليه إلا ما نقلته معزوا للحطاب فإن أخطأت فإني إلى الله تائب وعما أمرت به آيب وإن ظفرتم بما يزيد فتواى نسبت النظم إلى طارق شيطاني لا إلى وارد رحماني وهو حسبي ونعم الوكيل وكتب محمد عبد الحق بن محمد عبد الكريم فكتب أسفله شيخنا أبو زيد يعني السيد عبد الرحمن التنلاني: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فلا شك أن تلك الأبيات التي لقنتها في المنام موعظة لك وإن كانت لا تدفع النص الوارد في ذلك كما ستقف عليه في الكتاب المصحوب. هذا وقد ذكر ابن رشد وأظنه في نوازله أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقال له ما يخالف ما علمه من الشريعة أنه لا يعمل عليه للخلاف في كيفية رؤيته التي هي حق فكيف بغيره ولكن ينبغي لك أن تنظر في النازلة بعين البصيرة من غير ميل إلى مخلوق أيا كان كما هو الواجب في كل نازلة والله يوفقنا وإياك والسلام اهـ.