قوله تعالى: {في كل واد يهيمون} أي يمرون على وجوههم وقال مجاهد: في كل من القول يفتنون وقال الحسن: قد رأينا أوديتهم التي يهيون منها من مديح هذا مرة وفي هجاء هذا مرة وقوله تعالى: {شرب الهيم} قال بعض المفسرين الهيم: الرجال التي لا يرويها ماء السماء يقال: كثيب أهيم وكثبان هيم.
وقال أهل اللغة: الهيم: الإبل التي يصيبها داء يسمى الهيام يكسبها العطش فلا تروى من الماء حتى تموت واحدها أهيم وهيمان.
ومنه حديث ابن عمر: (أن رجلا باع إبلا هيما) أي مراضا فهي تمص الماء مصا ولا تروى وقيل: عطاشا.
وقوله تعالى: {ومهيمنا عليه} أي: شاهدا ويقال: مهيما عليه.
وفي الحديث: (كان ابن عباس أعلم بالقرآن وكان على أعلم بالمهيمات)
وقال بعضهم إنما يعني: المشتبهات أي: دقائق المسائل التي تهيم الإنسان أي: تحيره يقال: هام يهيم إذا تحير.
ومنه حديث الاستسقاء: (أغبرت أرضنا وهامت دوابنا) أي: عطشت والهيمان: العطشان.
قوله تعالى: {هيهات هيهات} يقال: هيهات ما قلت: وهيهات لما قلت، فمعناه البعد كقولك، ومن وقف بالهاء وأصله من ها هي يهاهي هي هيهاه وهي حث على السير السريع وفيها لغات (هيهأت وأيهات وأيهآت).
آخر كتاب الهاء