مؤكدا أن التوجهات العلمانية تلقى نوعا من المقاومة والممانعة من أكثر القطاعات تعلما وتحديثا، وليس من قبل القطاعات الأمية أو التقليدية، أي: من قبل القطاعات المفترض فيها أن تكون طليعة القاطرة في غرس الثقافة الدهرية العلمانية (?).

وكتبت مجلة شؤون دولية - وهي مجلة متخصصة أكاديمية وتصدر في لندن في ملف لها عن الإسلام والماركسية، والإسلام والمسيحية نشرته في يناير 1990: إن الغرب والفكر الشائع في الغرب - وليس مجرد دائرة من دوائر الغرب- يرى أن العدو الجديد هو الإسلام، لأن الإسلام أثبت أنه حالة استثنائية في مقاومة العلمنة، فرغم العلم الحديث والتصنيع، استعصى الإسلام على العلمنة، ولا يزال الإيمان الديني عند أهله قوي السيطرة، بل إنه اليوم أشد مما كان منذ (100 عام) ومن ثم فإن الثقافة الإسلامية هي التحدي الوحيد للحضارة الغربية التي تتصف بالشك والتحلل واللاأدرية (?).

ولهذا فكما قال محمد عمارة: إن من حقنا أن نسعد بإسلامنا المستعصي على العلمنة، والمقاوم للاختراق العلماني، والذي ضمن بقاء العلمانيين في بلادنا -بعد قرنين من الدعم الاستعماري- شريحة معزولة تعاني من الرفض، بل والاحتقار (?).

بل الأكثر من هذا - وخلافا للتجربة الغربية - كلما زادت جرعات العلمنة زاد التشبث بالدين أكثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015