واعتراف المستشرقين رغم حقدهم وحنقهم على الإسلام مع بحثهم الدؤوب عن كل نقيصة أو شبهة لإبعاد الإسلام عن الحياة العامة، اعترافهم دليل واضح على غربة العلمانية عن الإسلام.

والأدهى من كل ما تقدم أن أركون أزعجه كثيرا ذلك الاعتراف الغربي، بل ذكر أنه يشعر بالأسى والحزن وبالسخرية المُرَّة من ذلك (?).

وناشدهم بالتخلي عن هذه الأطروحة، وأن الإسلام عامل فقط من عوامل عديدة مهيمنة على المسلمين (?).

وانتقد في تاريخية الفكر العربي (204) الكتابات الاستشراقية التي تبجل الإسلام أو تمجده، واعتبرها انتهازية.

والمستشرقون والباحثون الغربيون في نظر أركون بلغوا الذروة في النقد والبحث والتحري والعمق، لكن إذا تعلق الأمر باعترافات لصالح الإسلام فأركون منزعج وغضبان.

يريد أركون أن يقزم دور الإسلام إلى عامل من عوامل عديدة ليسهل تجاوزه وعدم تركيز الاهتمام عليه.

والاستشراق والبحث الغربي عند أركون إذا نقض أصول الإسلام فهو جدي ونقده علمي، وإذا اعترف له بشيء فقد انحرف عن مساره العلمي.

وأكد نفس الحقيقة، أعني ممانعة الإسلام للعلمنة علماني آخر، لكن هذه المرة من المغرب، وإن كانت بطريقة ملتوية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015