والندوة المذكورة دعا إليها مركز أبحاث الديمقراطية بجامعة ويستمنستر بالتعاون مع منظمة ليبرتي المختصة بشؤون الحريات في العالم الإسلامي بعنوان: انهيار العلمانية والتحدي الإسلامي للغرب. وموضوعها البحث في إخفاقات العلمانية وسر التحدي الإسلامي لها مع تزايد المطالبة بتعليم الدين في المدارس الحكومية الغربية، ومع الدور المتزايد للكنيسة ورموزها في الحياة العامة، ومع شيوع الظاهرة الإسلامية في العالم الإسلامي (?).
وقال عالم الاجتماع الإنجليزي إرنست جيلنر: إن النظرية الاجتماعية التي تقول: إن المجتمع الصناعي والعلمي الحديث يقوض الإيمان الديني -مقولة العلمنة- صالحة على العموم، لكن عالم الإسلام استثناء مدهش وتام جدا من هذا!! إنه لم تتم أي علمنة في عالم الإسلام، إن سيطرة الإسلام على المؤمنين به قوية، وهي أقوى مما كانت من مائة سنة مضت، إن الإسلام مقاوم للعلمنة في ظل مختلف النظم الراديكالية والتقليدية والتي تقف بين النوعين ... (?)
وذكر نفس الباحث أن حركة العلمنة وإن فرضت نفسها في أغلب مناحي المعمورة الكونية بما في ذلك داخل الفضاءات الجغرافية والدينية الكبرى كاليهودية والمسيحية والهندوسية والكونفشيوسية، إلا أن عالم الإسلام يمثل استثناء من القاعدة العامة ... فالإسلام يبدو اليوم قويا كما كان شأنه قبل قرن من الزمن، وربما هو اليوم أقوى مما كان عليه (?).