لقد حل إلى الابد لغز ايهما جاء قبل الآخر: الدجاجة ام البيضة؟ انه لم يكن هذه ولا تلك بل جاءت قبلهما خلية اولية. والبيضة ليست إلا مجرد غذاء للجنين. وهي تحتوي تلك الخلية الفريدة التي لقيت عشيرها. وحين تتحد (الجنيات) التي بالخلايا، وتنقسم، فان هذه الجينات مع (السيتوبلازم) ترغم الآن على انتاج دجاجة تضع بيضة اخرى.

والمادة على هذا الشكل، لا غاية لها، فليس لها غرض حتى في طاعتها الظاهرة للقانون، ولكن الحياة في كل مادة منظمة لها غرض محدود: هو تكوين شجرة، أو كرمة عنب أو فيل، أو انسان، في اتفاق تام مع خطة مرسومة محدودة بالجينات.

والحياة ترغم على التناسل، لكي يبقى النوع، وهو دافع بلغ من القوة ان كل مخلوق يبذل اقصى تضحية في سبيل هذا الغرض: ففي بعض الانواع، كذباب مايو مثلا، تموت افراد كثيرة لفورها حين تتم هذه المهمة. وهذه القوة الالزامية لا توجد حيث لا توجد الحياة. فمن اين تنشأ هذه الدوافع القاهرة؟ ولماذا، بعد ان نشأت، تستمر ملايين السنين؟ انه قانون الطبيعة الحية، الذي يبلغ من القوة مبلغ تلك التركيبات الكيموية.. انه ياتي من ارادة الخالق..

ان الخلافات الجوهرية القائمة بين جميع المواد العنصرية التي لامنا الارض. وبين الكائنات ذات الحياة، هي انه بينما جميع العناصر قد تتحد، وتتبلور، وتتغير في المظهر، لا يوجد أي تغيير في الذرات، ولا علاقة محسوسة بينها. بل على العكس نجد الكائنات الحية تنظم كل العناصر في عدة تركيبات جديدة، لكل منها مجال للنشاط، وكلها تتنافس معا في جهودها لحفظ تلك الصلات الحية. وهذا التعاون الكامن الجاد يمتنع تماما إلا حيث توجد الحياة.

وهو لم يقدر حق قدره مع انه قانون لا يقل عن قانون الجاذبية، ولا بد انه نبع من نفس المنبع. ان مثل هذه القوانين هو جزء من مشيئة الله تعالى، وليس انبعاثا من الفوضى!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015