لقد رأينا أن (الجينات) متفق على كونها تنظيمات اصغر من الميكروسكوبية للذرات، في خلايا الوراثة بجميع الكائنات الحية. وهي تحفظ التصميم، وسجل السلف، والخواص التي لكل شيء حي. وهي تتحكم تفصيلا في الجذر والجذع والورق والزهر والثمر، لكل نبات، تماما كما تقرر الشكل، والقشر، والشعر، والاجنحة لكل حيوان بما فيه الانسان.

ان جوزة البلوط تسقط على الارض، فتحفظها قشرتها السمراء الجامدة، وتندحرج في حفرة ما في الارض. وفي الربيع تستيقظ الجرثومة، فتنفجر القشرة، ويزود الطعام من اللب الشبيه بالبيضة الذي اختفت فيه (الجينات) : وهي تمد الجذور في الأرض، واذا بلت ترى فرخا أو شتلة (شجيرة) . وبعد سنوات شجرة! وان الجرثومة بما فيها من (جينات) قد تضاعفت ملايين الملايين. فصنعت الجذع والقشرة وكل ورقة وكل ثمرة، مماثلة لتلك التي لشجرة البلوط التي تولدت عنها. وفي خلال مئات السنين قد بقي في ثمار البلوط التي لا تحصى، نفس ترتيب الذرات تماماً الذي أنتج اول شجرة بلوط منذ ملايين السنين.

لم تحمل شجرة بلوط قط قسطلا (أبافروة) ، ولم يلد أي حوت سمكة. وحقول القمح المتماوجة هي قمح في كل حبة من حبوبها. والحنطة هي الحنطة. والقانون يتحكم في التنظيم الذري (بالجينات) التي تقرر قطعا كل نوع من الحياة من البداية إلى النهاية.

لقد قال هيكل Hصلى الله عليه وسلمصلى الله عليه وسلمCKصلى الله عليه وسلمL (اعطني هواء ومواد كيموية ووقتا، وأنا أصنع أنساناً) (?)

. ولكنه اغفل وحدات الوراثة (الجينات) ، وأغفل الحياة نفسها. لقد كان عليه – لو استطاع – ان يجد وينظم الذرات غير المرئية ووحدات الوراثة (الجينات) ويمنحها الحياة! وحتى في هذه الحالة كانت النتيجة، بنسبة ملايين إلى واحد، انه كان يأتي بوحش لا مثيل له. ولو انه نجح في ذلك لقال ان الامر لميكن مجرد مصادفة، ولكن ثمرة عقله!..

حقا ان الله يخلق معجزاته بأساليب تخفي على الاذهان!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015