ولما كانت هذه الانفصالات قد حدثت في بدايات الحياة فان كل مخلوق قد زاد مخصصه تدريجا، وفقد القدرة على العودة وعلى سرعة تكييف نفسه من جديد. ونظرا إلى ازدياد عدم المرونة، اصبح كثير من السلالات مندثراً، في حين بقيت الحياة بوجه عام ممكنة لغيرها.

والإنسان حيوان من رتبة الطليعة، وتكوينه يشبه تكوين فصائل السيميا (?) . ولكن هذا الشبه الهيكلي ليس بالضرورة برهانا على اننا من نسل أسلاف سيميائية (من القرود) ، أو ان تلك القرود هي ذرية منحطة للانسان. ولا يستطيع أحد ان يزعم ان سمك القد COعز وجل قد تطور من سمك الحساس Hصلى الله عليه وسلمعز وجلعز وجلOCK وان يكن كلاهما يسكن المياه نفسها، ويأكل الطعام نفسه، ولهما عظام تكاد تكون متشابهة. وانما يعني ذلك ببساطة انه في وقت ما عند بداية التكييف كانت هناك ضرورة متوازنة لتنظيم كل من النوعين.

ان العلم يشير إلى ابهام يد الإنسان وقدرتها على الامساك بالعدد والاسلحة، ويعد ذلك أصلا لتقدم الانسان، وان ابهام القرد التي لا نفع لها، لهي برهان قاطع على ان ابهام الإنسان لا يمكن ان تكون قد جاءت من ابهام قرود (السيميا) التي تعيش على الاشجار، تلك الابهام المخصصة لهذه العيشة، ذلك لان الطبيعة لا تعيد أبدا تيسيرا قد فقد، والحصان الذي يجري الآن على اصبع شديدة التخصص، لا يمكنه ابدا ان يستعيد تلك الاصابع التي فقدها على كر الزمن. على اننا لا ينبغي لنا ان نشغل انفسنا بشكل جدي أكثر من اللازم، بما حدث لاسلافنا منذ مليوني جيل على الاقل. ومع هذا يبدو ان البحث عن (الحلقة المفقودة) سوف يتضح عبثه..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015