المطهرة عظيم خطرها، وتنزّلت الآيات تأمر بالتعوُّذ من شرها، وأتحفتنا سُنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم بدعوات وعُوَذ لا يعرف عظيم نفعها وشدةَ الحاجة إليها إلا الحصيف من المؤمنين، المدرك لخطورة تلك الأدواء.
فانظر - عافاك الله - إلى المعوِّذتين: [فإن فيهما الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً؛ فإن الاستعاذة من شرِّ ما خلق تعمُّ كلَّ شرٍّ يُستعاذ منه، سواء كان في الأجسام أو الأرواح، ثم التفصيل بعدها من شرور معنوية، فالاستعاذة من شر الغاسق وهو الليل وآيته وهو القمر إذا غسق - أي: غاب - تتضمن الاستعاذة من شر ما ينتشر بالليل