وثبتها بالجبال ... ، فهو المعبود الحق، وغيره لم يفعل شيئاً، فلا يستحق أن يعبد من دون الله.
وعلينا أن نستخدم هذا النوع من الاستدلال في مواجهة الكفرة والملحدين، فقد استخدمه الرسل من قبل، وأكثروا من الاحتجاج به، فهذا إبراهيم خليل الرحمن يناقش الملحد، ويقيم عليه الحجة بهذا النوع من الاستدلال بحيث يخرس لسانه ويدهش فكره
(ألم تر إلى الذي حاجَّ إبراهيم في ربه أن آتَاهُ الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يُحيي ويميت قال أنا أُحْيِي وأُميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشَّمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظَّالمين) [البقرة: 258] .
وهذا موسى كليم الله يستخدم الاستدلال نفسه في مواجهة طاغية عصره فرعون، ولا يزال يأتيه بالدليل في إثر الدليل حتى يعجزه، فيلجأ إلى التهديد والوعيد: (قال فرعون وما ربُّ العالمين - قال ربُّ السَّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين - قال لمن حوله ألا تستمعون - قال ربكم وربُّ آبَائِكُمُ الأوَّلين - قال إنَّ رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنونٌ - قال ربُّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون - قال لئِن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنَّك من المسجونين) [الشعراء: 23-29] .
بل إن هذا النوع من الاستدلال طريقة جميع الرسل، ارجع إلى سورة إبراهيم (آية 9، 10) واقرأ ما قالته الأقوام المكذبة قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم، ثم إجابة الرسل حيث قالوا: (أفي الله شكٌ فاطر السَّماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم) [إبراهيم: 10] .
فاستدلوا على صدق دعوتهم بأن الله - سبحانه - فاطر السَّماوات والأرض أي موجدهما وخالقهما.