3- استدلال القرآن بالآيات الكونية على
استحقاق الخالق الربوبية والألوهية وبطلان ما يعبد من دون الله
يتخذ القرآن من الآيات الكونية مادة يناقش بها المشركين، ويقيم بها الحجة عليهم (أولم ير الذين كفروا أنَّ السَّماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كلَّ شيٍ حىٍ أفلا يؤمنون - وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجاً سبلاً لعلَّهم يهتدون - وجعلنا السَّماء سقفاً مَّحفوظاً وهم عن آياتها معرضون - وهو الذي خلق الليل والنَّهار والشَّمس والقمر كلٌ في فلكٍ يسبحون) [الأنبياء: 30-32] .
ويبين لهم فساد معتقداتهم في معبوداتهم، فهي لا تملك صفات الربوبية والألوهية التي تستحق أن تعبد بها، وتتخذ آلهة من دون الله: (قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آللَّهُ خير أمَّا يشركون - أمَّن خلق السَّماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائِق ذات بهجةٍ مَّا كان لكم أن تنبتوا شجرها أَإِلَهٌ مع الله بل هم قومٌ يعدلون - أمَّن جعل الأرض قراراً وجعل خلالها أنهاراً وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أَإِلَهٌ مع الله بل أكثرهم لا يعلمون - أمَّن يجيب المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السُّوء ويجعلكم خلفاء الأرض أَإِلَهٌ مع الله قليلاً ما تذكَّرون - أمَّن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أَإِلَهٌ مع الله تعالى الله عمَّا يشركون - أمَّن يَبْدَأُ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السَّماء والأرض أَإِلَهٌ مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) [النمل: 59-64] .
إنّ الآيات تبين عدم صلاحية الآلهة المدعاة للعبادة، فالله وحده الخالق للسماء والأرض، المنزل للماء من السماء، والمنبت به الحدائق التي تسرّ النفس، وتبهج النظر، وهو الذي جعل الأرض قراراً وسيّر خلالها الأنهار،