الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلَّكم تشكرون) [النحل: 14] .
والنحل خلقه الله ليقوم بذلك العمل الرائع، لينتج لنا ذلك الشراب المختلف الألوان، ليتغذى به البشر، ويكون لهم شفاء (وأوحى ربُّك إلى النَّحل أن اتَّخذي من الجبال بيوتاً ومن الشَّجر وممَّا يعرشون - ثمَّ كلى من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للنَّاس إنَّ في ذلك لأيةً لقومٍ يتفكرون) [النحل: 68-69] .
التعرف على الله من خلال آياته الكونية سبيلٌ حثَّ عليه القرآن:
حث القرآن عباد الله على النظر في آيات الله الكونية: الأرض، والسماء، وما فيهما وما بينهما، وجعل النظر والتأمل في ذلك من الذكرى التي تنفع المؤمنين.
وقد أعجبني تسمية بعض المعاصرين لهذا المنهج (بقانون السير والنظر) لكثرة حث الآيات القرآنية على ذلك، وقد يكون السير والنظر حسيّان، فيسير المرء بقدميه، وينتقل من بلد لآخر، كما قد يكون النظر بالبصر، وقد يكونان بالفكر والعقل.
وقد جاء الأمر في القرآن أمراً عاماً (قل انظروا ماذا في السَّماوات والأرض) [يونس: 101] . وقد يأتي أمراً خاصاً (فلينظر الإنسان ممَّ خلق) [الطارق: 5] ، (فلينظر الإنسان إلى طعامه) [عبس: 24] .