الأصنام التي كانت مدفونة منذ عهد نوح، وكان قوم نوح يعبدونها، فاستخرجها عمرو، ووزعها في العرب، وقيل: إنه جاء بالأصنام من بلاد الشام، عندما رآهم يعبدونها، فطلب منهم صنماً، فأعطوه واحداً نصبه بمكة (?) .

والسبب في أن العرب تابعت عمرو بن لحي أنه كان ذا مكانة فيهم، فقد كان سيد خزاعة في حال غلبتها على مكة وعلى البيت بعد أن نفت قبيلة جرهم من مكة، وكانت العرب قد جعلته رباً، لا يبتدع بدعة إلا اتخذوها شرعة، لأنه كان يطعم الناس ويكسوهم في الموسم، فربما نحر في الموسم عشرة آلاف بدنة، وكسا عشرة آلاف حلة.

ويقال: إن عمراً هذا هو الذي دعا الناس إلى عبادة اللات، وكان رجلاً يلت السويق للحاج بالطائف على صخرة هناك، فلما مات زعم عمرو بن لحي أنه لم يمت، وأنه دخل في الصخرة التي يلت عليها، وأمرهم بعبادتها.

ومما يذكر عنه أيضاً أنه هو الذي غير التلبية التي كانت تعلن التوحيد لله وحده، فقد كانت التلبية من عهد إبراهيم عليه السلام (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك) واستمر الحال حتى كان عمرو بن عامر، فبينما هو يطوف بالكعبة يلبي تمثل له الشيطان في صورة شيخ يلبي معه، فقال: (لبيك لا شريك لك) ، فقال الشيخ: إلا شريكاً هو لك، فأنكر هذا عمرو، فقال: ما هذا؟ فقال الشيخ: قل تملكه وما ملك، فإنه لا بأس بهذا، فقالها عمرو، فدانت بها العرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015