انحراف العرب عن التوحيد

كان العرب على دين التوحيد دين أبيهم إبراهيم عليه السلام، واستمروا على ذلك إلى ما قبل البعثة بأربعمائة سنة حيث ظهر فيهم رئيس مسموع الكلمة مطاع لا يخالَف، فغير دينهم، ذلك هو عمرو بن عامر الخزاعي.

ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قُصْبَهُ في النار، كان أول من سيب السوائب) (?) ، وفي صحيح البخاري أيضاً عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً، ورأيت عمراً يجر قُصْبَهُ، وهو أول من سيب السوائب) . (?)

فعمرو هذا غيّر دين العرب بدعوتهم لعبادة الأصنام، وباستحداث بدع في دين الله تعالى، أحلّ فيها وحرّم بهواه، ومن ذلك ما ذكره الله في كتابه: (ما جعل الله من بحيرةٍ ولا سائِبةٍ ولا وصيلةٍ ولا حامٍ ولكنَّ الَّذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون) [المائدة: 103] . (?)

وتختلف الروايات في الكيفية التي نشر عمرو بها الأصنام في الجزيرة العربية، فمن قائل إنّ عمراً كان له رئيٌ من الجن هو الذي دله على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015