وَذهب أَحْمد بن حَنْبَل رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَن عدل الله عز وَجل لَا يدْرك بالعقول فلأجل ذَلِك كَانَ من حمله على عقله جوره
56 - أوشرح بعض أَصْحَابه ذَلِك فَقَالَ مَا كَانَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا يتَصَوَّر بالعقول وَلَا يتمثله التَّمْيِيز وَفَاتَ الْعُقُول دركه وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ شَيْء ثَابت وَمَا تصور بِالْعقلِ فَالله بِخِلَافِهِ وَكَذَلِكَ صِفَاته فَمن حمل الربوبية وصفاتها على عقله رَجَعَ حسيرا ورام أمرا مُمْتَنعا عسيرا والمخالفون بنوا أصولهم فِي التَّعْدِيل والتجوير على عُقُولهمْ العاجزة عَن دَرك الربوية ففسد عَلَيْهِم النّظر
وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ يَقُول إِن الله تَعَالَى يكره الطَّاعَة من العَاصِي كَمَا يكره الْمعْصِيَة من الطائع حَكَاهُ ابْن أبي دَاوُد وَقَرَأَ