ثانيًا: بطلان التسلسل: إن احتمال أن تكون قوة أخرى سوى الله تعالى قد أوجدت هذا الكون باطل لأنه يؤدي إلى التسلسل وهو أن تطرد الاحتمالات بصورة مستمرة دون أن يصل العقل إلى شيء يستقر عليه في حكمه. فلو قال القائل: إن الكون يحتمل أن يوجده سوى الله تعالى. قلنا له: وهذا الموجد المفترض، من الذي أوجده؟ فإن قال: أوجده موجد غيره. قلنا: إن هذا سيؤدي إلى أن يكون كل واحد في السلسلة علة لوجود غيره إلى ما لا نهاية، وهذا باطل. فإذًا هذه السلسلة لا بد أن تنتهي إلى ذات موجودة واجبة الوجود أوجدت نفسها، حتى ينتهي التسلسل وهذه هي الذات الإلهية.