وفي شهر ربيع الأول كتب أهل الشوافي إلى الإمام يستدعونه إليهم فجمع جموعه من الزيدية وغيرهم وسار إلى أن بلغ بلد الشوافي فأجابه بعضهم وحط على حصن الدرج بمن معه من العسكر ومن أجابه من أهل الشوافي وضيقوا على الرتبة ضيقاً شديداً حتى أخذوه في شهر ربيع الآخر.

وفي يوم السادس والعشرين زحف الإمام بجيوشه على حصن خَدد وخرج إليه المرتبون وقاتلوه قتالاً شديداً فقتلوا من عسكره اثني عشر رجلاً وحملوا بعض رؤوسهم إلى السلطان. وكان السلطان يومئذ في دار الشريف بتعز. وكان ارتفاع الإمام عن خَدَد يوم الثامن والعشرين من الشهر المذكور.

وفي سلخ شهر ربيع الآخر وقع الخلاف بين الشهالبين وبني الفقيه سكان النخل فقتل الشهالبون من بني الفقيه وحلفائهم رجلين وحرقوا محلتهم وكان هذا أول خلف وقع بينهم فأمر السلطان بأدب الشهالبين والتغليظ عليهم فتأَدبوا عشرة آلاف دينار.

وفي يوم السادس عشر من جمادى الأولى أمر السلطان علي القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر الوزير بالتقدم إلى المخلاف فتقدم في التاريخ المذكور فأقام في جبلة في قطعة من العسكر.

وفي أثناء إقامته خالف الشيخ عبد الباقي الصبهاني ونزع يده من الطاعة وكان صهره محمد بن السيري يدافع عنه مدافعة ظاهرة والباطن بخلاف ذلك فجمع الوزير العسكر والقبائل من التعكر وغيره وغزا بلاد الصهباني وكان قد لزم جبل ثلم وأراد أن يبني فيه حصناً. وهذا سبب الخلف بينه وبين الدولة فغزاه الوزير بالعساكر واخرب بلاده كلها وقصره المشهور الذي في الهادس وحملوا حضيرته إلى جبلة وأرسل بها الوزير إلى السلطان وهو يومئذ في الدملؤَة فشكره على ذلك وأنعم عليه.

وكان علي بن داود الحبيشي قد ظهر منه عصيان وخروج عن طاعة السلطان فذل عند هذه القضية ووصلوا جميع القبائل مستذمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015