وفي يوم الأربعاء التاسع عشر من الشهر المذكور تقدم السلطان إلى الدملؤَة لأمر أوجب ذلك فأقام هناك إلى سلخ شهر جمادى الأولى ثم رجع إلى تعز.
وفي هذا التاريخ استمرَّ الأمير بهاء الدين الشمسي أميراً بأَبين وتقدم إليها وتوجه الركاب العالي إلى زبيد فدخلها يوم العاشر من الشهر المذكور فأقام في زبيد أياماً ثم تقدم إلى النخل يوم الثامن والعشرين من الشهر المذكور فأقام في النخل إلى يوم العاشر من شهر رجب ثم قصد البحر فأقام به أياماً قلائل ثم رجع إلى زبيد. وفي غرة شهر شعبان تقدم السلطان إلى تعز فدخلها يوم الرابع من شعبان.
وفي النصف من شهر شعبان برز مرسوم السلطان باستمرار القاضي زكي الدين أبي بكر بن يحيى بن أبي بكر بن أحمد بن موسى بن عجيل في القضاء الأكبر في أقطار المملكة اليمنية ولقبه القاضي زكي الدين. وكان فقيهاً نبيهاً عالماً فطناً لوذعيّاً أَلمعيّاً أديباً لبيباً كامل الأوصاف مشاركاً في عدة من فنون العلم وليس له نظير. وصام السلطان هذه السنة في تعز وكان جل أقامته في دار الشجرة وعيد في دار الشجرة.
وفي ليلة الاثنين التاسع من شوال انقض كوكب عظيم من ناحية الجنوب إلى ناحية الشمال وقت صلاة العشاء فكان له ضوء عظيم زائد على ضوءِ القمر زيادة كثيرة وبعد مغيبه بقلي وقعت هدة عظيمة حتى سمعت أن بعض العقلاء قام من موضعه فزعاً مرعوباً يظن أن منزله قد انهدم أو انهدم بعضه من شدة ما سمع.
وفي اليوم الثاني عشر من شوال تقدم السلطان من تعز إلى مدينة زبيد فدخلها يوم السادس عشر من الشهر المذكور فأقام في القُوّرِ أياماً ثم دخل زبيد فأقام أياماً وعيَّد عيد الأضحى.
وفي يوم عيد الأضحى وقع حريق في ناحية المجزرة فاستولى على بيوت كثيرة وعلى جانب من السوق.
وفي ذلك اليوم قتل الشيخ علي بن محمد العجمي شيخ الأشاعر في فَشَال وكان قتله بعد صلاة العيد في قرية فشال والذي قتله جماعة من بني الدريهم وكان السبب في ذلك أن بني الدريهم أغاروا على عبيد العبادل ليأْخذوا شيئاً من ماشيتهم وكانوا إذا