بدَّ منه من إذكار الصلوات وغيرها كرد السلام وغيره وعاش مدةً طويلة في مدينة زبيد وهو على هذه الصفة وهذا إنما هو لمن لا يعرفه وأما من يعرفه من أهل بيته فيتكلم معهم بالشيءِ اليسير أَعاد الله علينا من بركاته وقبر في مقبرة باب سهام قريباً من تربة الشيخ الصالح أحمد بن أبي الخير الصياد في ناحية الشرق منه. وكان وفاته ليلة الأحد الرابع من شهر جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الشيخ جمال الدين محمد بن الشيخ الصالح طلحة بن عيسى الهتار توفي شابّاً وكان حسن السيرة كثير الحج إلى بيت الله تعالى والزيارة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وقبر رحمه الله مع والده في قبته المعروفة في مقبرة باب سهام وكان وفاته يوم السبت السابع من شعبان من السنة المذكورة.
وفيها توفي الأمير الكبير فخر الدين أبو بكر بهادر الشمسي الأشرفي وكان أميراً كبيراً مشهورً أحد نصحاء السلطان حافظاً لما يتولاه. خدم السلطان الملك المجاهد ثم خدم السلطان الملك الأفضل ثم خدم السلطان الملك الأشرف. وكان وفاته يوم الخامس والعشرين من السنة المذكورة في مدينة تعز وقبر في مقبرتها بالأجناد رحمه الله تعالى.
وفي سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة وصل الأمير بهاء الدين بهادر الشمسي إلى باب السلطان بزبيد وكان وصوله يوم الثالث من صفر وبين يديه رأْس العبد منصور على رمح طويل معمم بمنديل وأمامه عدد من الشفاليت ومضلع وصنج ونفير ورمحه يحمل أمامه رمحاً ملوساً وحصانه المسمى بالبلح يجنب خلفه وبعده عدة من رؤوس القتلى ما خلا رؤوس الأشراف فان الأشراف الذين يخدمون على باب السلطان من بني حمزة سألوا من السلطان أن لا يدار برؤوس قربائهم فأجابهم السلطان إلى ما سألوا. ووصل الأمير بهاء الدين بعده من الخيل القلائع فوهب له السلطان منها ستة رؤوس.
وفي يوم الثاني عشر من الشهر المذكور استمر الأمير فخر الدين أبو بكر بن بهادر السنبلي مقطعاً في حرض وتقدم السلطان إلى تعز يوم السادس عشر من شهر صفر.