القحمة وكان قد ظهر من العرب فساد كثير فحسم مادتهم.

وفي يوم السبت سابع جمادى الآخرة تقدم السلطان إلى تعز فدخلها يوم الاثنين السابع عشر من الشهر المذكور. ووصل الخبر إلى زبيد بوصول الإمام في جيش عظيم فانتقل أهل النويدرة إلى زبيد وانتقل أيضاً أهل المملاح.

وفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من الشهر المذكور وقع الحريق في النويدرة آخر النهر المذكور فطارت الرياح بالنار إلى زبيد فحرق من باب سهام إلى باب الشبارق. وكان يوماً عظيماً ولم تزل النار تشتعل إلى آخر الليل من ليلة الخميس وتلفت فيه أموال عظيمة وطعام كثير.

ووصل الإمام إلى زبيد يوم الخميس الثاني والعشرين من الشهر المذكور في جيوش عظيمة وكانت محطته شرقي باب سهام. فلما كان يوم الثالث والعشرين ركب في جيوشه وطاف على المدينة ليرى أي موضع اقرب لقضاء حاجته بعد أن رتب على كل باب طائفة من عسكره فكان القتال على أربعة أبواب المدينة. وظهر له أن الباب الغربي وما يليه أيسر أَخذاَ من سائر الجهات خصوصاً من المخاليل التي يهرج منها الماء من الأمطار ففتح الحرب من هنالك. وكان في كثرة من العسكر مع اشتغال أهل المدينة بالقتال على كل باب فزحف أصحابه وزحف بهم أصحاب التراس يميناً وشمالاً وقصدوا السور فحفروه بالمحافر وامتد أهل النشاب مع كثافتهم فرشقوا أهل المدينة فأنزلوهم عن السور وانهزم أهل المدينة عن السور لكثرة النشاب. وكان معظم العسكر السلطاني الذي في زبيد مخامرين فهربوا وتركوا القتال. فارتجت المدينة وصرخ النساء في كل ناحية فخرج أهل المدينة من منازلهم وطلعوا الدرب وقاتلوا قتالاً شديداً وضربوا ضرباً عظيماً ولم يقتل من أهل زبيد في ذلك الوقت أحد وكان على قلة النخل جماعة من الأصباهية فاعترضوا أصحاب الإمام الذين قصدوا المخاليل فصرعوا منهم جماعة فرجعوا على أعقابهم خائبين وانقطع طمعهم عن المدينة وأيسوا منها فجعلوا شغلهم بالتحريق في النويدرة وفي قرية المسرة وحافة الودن والمملاحين ودورات السلطان الخارجة عن المدينة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015