فلما كان يوم الاثنين السادس والعشرين وصلت كتب الأمير بهاء الدين الشمسي إلى المقدمين في زبيد يخبرهم أنه قد صار في القرشية ويستشير المقدمين في وقت يهجم فيه المحطة ليلاً ويخرج أهل المدينة إليه في ذلك الوقت فرجعت إليه كتبهم بالجواب.

فلما علم الإمام بوصوله إلى القرشية ووصول كتبه إلى زبيد درَّد طائفة من عسكره يستطلعون الخبر فلقوا جماعة من أصحاب الشمسي فناوبت بينهم سجال القتال فقتل مملوك والتزم من أهل حرض فارسان فوصلوا بهما إلى الإمام فاستخبرهما فأخبراه الخبر وأطلعاه على حقيقة الأمر.

وفي يوم الثلاثاء السابع والعشرين سار راجعاً إلى بلاده في الطريق التي جاءَ فيها. ودخل الشمسي زبيد يوم الأربعاء الثامن والعشرين فأقام في زبيد هو ومنه معه إلى يوم الثالث والعشرين من شهر رجب. ثم تقدم نحو الجهات الشامية وتقدم مرجان إلى القحمة واللطيفيّ إلى ناحية سهام وسار الشمسي نحو المحالب واستقرت الأحوال.

وفي سلخ شهر رجب المذكور وقع الخلف بين أشاعر وادي زبيد وبين الفرس فقتل من الأشاعر اثنان ومن الفرس واحد فخافت الفرس من الأشاعر وكانوا جميعاً في قرية واحدة فانتقلت الفرس عن القرية ولم يطمئنوا بها ثم سكنوا قرية قبالة قرية الحجف بعد أن قادوا للأشاعر ولم يكن القتل في القرية وإنما اقتتلوا في الوادي على سقى مَحارثهم ولم يكن بينهم قبل ذلك خلف وإنما كانوا يداً واحدة على من سواهم. فلما كان ما كان من القتل والقود ورجعت الفرس إلى أماكنهم وسكنوا القرية المذكورة التي هي قبالة قرية الحجف كثر الكلام بينهم وتزايد مرَّةً بعد أُخرى وانبسطت السنتهم على الأشاعر بما لا يحسن من الكلام ونقل الناس عنهم قبيح الكلام حتى كانت الوقعة الثانية في سنة أربع وتسعين وسأَذكرها في موضعها أن شاء الله تعالى.

وفي الرَّابع عشر من شعبان تقدم السلطان إلى جبلة فنزل في دار السلام ووصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015