من الشهر المذكور.
وفي يوم الرابع عشر من شهر جمادى الأولى حصلت مشاجرة بين الأمير بزبيد هبة بن الفخر وبين حاكم الشريعة المطهرة في زبيد على أْرض من أراضي الوادي زبيد كل منهما يريد أن يزرعها لنفسه فكان القاضي يرسل شركاءَه إلى الأرض والأمير يرسل غلمانه يمنعونهم من حرثها. فلما كان في التاريخ المذكور خرج القاضي وشركاؤه وجماعة من أعوانه. فأرسل الأمير جماعة من غلمانه وأمرهم بمنع الشركاء فلم يمتنع القاضي ولا من معه فبطش بهم غلمان الأمير وطردوهم عن الموضع وضربوا القاضي وجرحوه ثلاث جراحات وكان السلطان يومئذٍ في النخل فلما بلغه العلم على زيادة ونقصان وصل بنفسه إلى زبيد آخر يوم الخامس عشر من الشهر المذكور. فلما تحقق الأمر على جليته فصل الأمير عن الولاية بزبيد لإهماله الشريعة المطهرة وتفريطه في الخصوم وصادره بثلاثة آلاف دينار عن كل جراحة ألف دينار تأديباً له وقياماً بما يجب من حق الشرع الشريف.
واستمر الطواشي مرجان أميراً في زبيد في التاريخ المذكور. وفي يوم السابع عشر من الشهر المذكور وصل عمران السجي أبو بكر بن سبا إلى باب السلطان على ذمة الأمير بهاءِ الدين اللطيفي فقابلهما السلطان بالقبول. وأقام السلطان في زبيد إلى يوم السبت الرابع والعشرين من الشهر المذكور ثم تقدم إلى النخل فأقام فيه أياماً ثم سار إلى البحر وفي سلخ الشهر المذكور أعاد السلطان الأمير عز الدين على ولايته في زبيد لما علم السلطان من حسن سيرته في الناس ومحبتهم له. وكان رجوع السلطان من البحر. ووصلت كتب الوزير القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن علي بن عباس تخبر بحركة عسكر من المشرق. فجرد السلطان الطواشي جمال الدين ثابتاً والأمير بدر الدين محمد بن علي بن إياس إلى تعز.
وفي هذا التاريخ جرد السلطان الأمير غياث الدين عيسى بن محمد بن حسان إلى الجهات الشامية لاستخراج الأموال من تلك النواحي. وكان أميراً شهماً خيراً. وأمر القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر بن معيبد لاستخراج مال النخل من الجهات