سلخ الشهر المذكور رجع السلطان إلى دار النصر.
ووصل العلم في التاريخ المذكور بوصول الأشراف إلى حَرض فجرَّد لهم السلطان الأمير بدر الدين محمد بن علي بن الشمسي والأمير بهاء الدين بهادر الشمسي. وفي النصف من شهر صفر وصل الأمير فخر الدين أبو بكر بن بهادر السنبلي من الجثة برؤوس جماعة من المفسدين وبجماعةٍ من الأسارى فأمر بهم السلطان إلى السجن.
وفي يوم الرابع والعشرين من شهر صفر فصل القاضي شهاب الدين أحمد ابن أبي بكر الناشري عن القضاء بزبيد. واستمر عوضه بن عمه القاضي جمال الدين محمد بن عبد الله الناشري.
ووصل الأمير بدر الدين محمد بن علي بن إياس إلى باب السلطان من تعز فلما كان غرة شهر ربيع الآخرة أمرهُ السلطان مقطعاً في وادي رمع.
وفي اليوم الرابع عشر من الشهر المذكور وصل العلم بدخول العسكر المنصور حرَض وخرج المفسدين منها.
وفي ليلة الخامس عشر من الشهر المذكور حرق طائفة من قرية المملاح بزبيد حريقاً شديداً وحرق في هذه السنة عدة من الأماكن.
وفي يوم السابع عشر من الشهر المذكور أمر السلطان بإعادة القاضي شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الناشري على القضاء بزبيد وأعاد ابن عمه القاضي جمال الدين إلى مكانه بالأعمال التهامية. وكان كل واحد منهما محبوباً عند أهل بلده.
وفي الحادي والعشرين من الشهر جاءَ وادي زبيد بسيل عظيم حتى قيل انه كان نحواً من أربعة أَنواع وجاءَ نحو النخل فاتلف كثيراً منه بعد أن أتلف جانباً من محل ماتع ومحل حرين وشرذمة من الحجوف استولى على بيوتهم ودوابهم وبعض أهل يهم ولم يترك من نخل المغرس إلا قليلاً. وكان سيلاً عظيماً لا يُعهد مثله.
ووصل صاحب مَشَار إلى باب السلطان في عدد كثير من أصحابه فقابلهم السلطان بالإنعام العام والتفضل والإكرام. وكان وصوله في اليوم الثاني والعشرين