عليهم خيول المعازبة وفيها يومئذ موسى بن العكور رئيس بني يعقوب. فلما رآهم العسكر اخذوا هبتهم للقتال فاقتتلوا ساعة من نهار فقتل ابن العكور واحتزوا رأْسه

يعضدهُ المقدور من بين صحبه ... على ثقة من دهره وأمانِ

وهل ينفع الجيش الكثير التقاؤه ... على غير منصور وغير معانِ

فاخذ العسكر رأسه ودخلوا به إلى زبيد في أَخر شهر المحرم من السنة المذكورة.

وفي شهر صفر وصل الأمير شمس الدين علي بن حسن السقيم من مكة المشرفة إلى باب السلطان مظهراً حسن الرعاية وأكيد الرغبة فقابله السلطان بالقبول فلما اطمأَن به المقام نقل إلى السلطان عنه قبيح الكلام فأمر السلطان بتأْديبه لا بتعذيبه ثم خوطب فيه فعفا عنه وأطلقه

وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ... ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا

وفي هذه السنة أمر السلطان بعمارة قرية معقل التي غربي محل القلقل وأمر أن يكتب لهم منشور بتخفيف القطيعة هنالك في الضاحي والوادي ترغيباً لهم ليسدوا ذلك الثغر عن تطرّق المفسدين إلى طريق النخل والى الوادي فلم تساعد العمال إلى ذلك مراعاة لشيء آخر.

وفي غرة جمادى الأولى قصد المعازبو طريق النخل في جمع عظيم وكان السلطان يومئذ في أنخل فأمر على العسكر بالخروج في طلبهم فخرجوا سراعاً فهزموهم وقتل من المعازبة عمر بن حسن بن عقد وكان أشجع فرسانهم وقتل معه جماعة منهم واسر ولد عمران السجنى الذي يسمى الوشاح. فلما وصل به العسكر إلى باب الدار أمر السلطان بقتله وقابله بغير المعهود من فعله

وحلم الفتى في غير موضعه جهل

وفي النصف من شهر جمادى الأولى استمر القاضي شهاب الدين أحمد ابن أبي بكر الناشري قاضياً في مدينة زبيد المحروسة وأعمالها عوضاً عن القاضي إبراهيم بن أحمد التهامي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015