ووصل الشريف الخطير والأمير الكبير داود بن محمد بن داود بن عبد الله بن يحيى بن الحسن بن حمزة بن سلمان بن حمزة صاحب صنعاء اليمن وسلطان أشراف الزمن. إلى الأبواب الشريفة السلطانية فقوبل بالإجلال والإعظام. والإفضال والإنعام
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم
وفي شهر ذي القعدة صادر الطواشي أمين الدين أهيف كاتبه عبد الطيف بن محمد بن مؤَمن مصادرة عنيفة فتوفي في المصادرة في غزة ذي الحجة من السنة المذكورة واستصفى ما ظهر له من ماله.
وفي هذه السنة توفي القاضي شهاب الدين أحمد بن عبد الله التهامي حاكم الشرع بزبيد. وكان أحد الفقهاء المبرزين عارفاً بالمذهب حسن الأحكام تقيّاً غير متهم في شيءٍ. وكان ميلاده سنة إحدى وسبعمائة وتولى القضاء.
ولم يزل قاضياً إلى أن توفي في السنة المذكورة. وكان معظم أسراره في زبيد وتولى قضاء المهجم نحواً من ست سنين. وكان أَحد أَفراد الدهر توفي في شهر جمادى الأخرى من السنة المذكورة عن أربع وثمانين سنة ونيف والله أعلم.
وفيها توفي القاضي الأجل شمس الدين محمد بن أحمد بن صقر الدمشقي الغساني وكان فقيهاً نبيهاً عارفاً بارعاً في عدة من الفنون. وكان متولي قضاء الأقضية في قطر اليمن برهة في أيام المجاهد ومدة أيام الأفضل وصدراً من أيام الملك الأشرف إلى أن توفي في آخر شهر شوال من السنة المذكورة رحمه الله. واستمر بعده في القضاء الأكبر القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن علي بن عباس المقري وكان كاملاً فاضلاً لبيباً عاقلاً.
وفي سنة ست وثمانين وسبعمائة تقدم السلطان إلى محروسة زبيد في أول المحرم فأقام فيها. ووصل القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد بن يوسف العلوي من الجهات الشامية وصحبته جماعة من العسكر فلما صاروا في حد بلاد المعازبة انبعثت