وفي آخر شهر جمادى الأولى جرَّد السلطان العساكر المنصورة إلى بلد المعازبة وأشعر على صاحب فشال وصاحب القحمة بمواجهة العسكر السلطاني في وقت قد عينه لهم فوصل كل منهم من ناحية وجاءَهم الموت من كل مكان وظنوا إنه أُحيط بهم فانهزموا إلى ناحية البحر فأتلف السيف منهم طائفة والبحر أُخرى وغرق من نسائهم وأبنائهم شيء كثير ففقد منهم عدة بيوت لم يبق من أهلها أحد.

وفي هذا التاريخ استمر القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد العلوي مشدّاً في الأعمال السرددية فأقام هنالك مدة يسيرة وانفصل عنها في أول شهر رجب. وفي شهر رجب استمر القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر بن معيبد ناظراً في الثغر المحروس بعدن فسار سيرة مشكورة. وتوجه السلطان من تعز إلى زبيد يوم السادس عشر من شعبان.

وفي شهر رمضان استمر القاضي وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد العلوي في الأعمال اللحجية مستخلصاً للموال. فلما سار نقل عنه السلطان ما غير باطنه وظاهره عليه. فأرسل بعده إلى المتولي بلحج وهو الأمير شجاع الدين عمر بن سليمان الإبي أن يبقى على ولايته ومتى وصل الوجيه العلوي فيقبضه ويتقدم به إلى الثغر المحروس تحت الحفظ. فلما وصل القاضي وجيه الدين إلى حدود البلاد كتب إلى الأمير شجاع الدين الإِبي يعلمه بوصوله إلى الجهة المذكورة فخرج الأمير شجاع الدين الإِبي في عسكر كثيف. فلما توافقا أوقفه على مرسوم السلطان الذي وصله وتقدم به صحبته إلى عدن فلما دخلها سلمه إلى النواب فقبضوه منه وأودعوه السجن هنالك. فأقام هنالك في الاعتقال سنة عشر شهراً. وصام السلطان رمضان هذه السنة في دار الفوز بزبيد. وفي آخر شهر رمضان وصل الطواشي جمال الدين مرجان بخيل المعازبة بني بشير وطلب لهم من السلطان ذمة فأذم عليهم ذمة شاملة

وحلفهم برد البيض عنهم ... وهامتهم لهم معه معار

وفي شهر شوال أمر السلطان بعمارة القيسارية في قرية المملاح ليرتفق بها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015