عدابة العروس ووقفت العسكر في بيت عطا وأطاعت العرب وسلموا الواجبات السلطانية ودخلوا الطاعة ثم انتقل العسكر إلى المهجم فدخلوها يوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول واستولى العسكر على ملك الناحية بأسرها.
وفي يوم السابع من شهر رمضان اقتتلت المعازية والقرشيون وكانوا يومئذ جميعاً في النخل بوادي زبيد فقتل يومئذ ابنا العظامي رجلان من المعازبة قتلهما القرشيون. فسافروا يومئذ ثم اتفقوا على الهدنة حتى ينقضي أمر النخل. وكان النخل يومئذ تحت أيديهم معاً فكان هذا أول خلف وقع بينهم. فلما انقضى أمر النخل وارتفع كل أحد منهم إلى بلاده أغارت المعازبة في آخر شهر رمضان وقتلوا من القرشيين رجلاً يقال له داود بن رزام. ثم أغاروا غارة أُخرى في أول شوال وقصدوا القرية فخرج إليهم القرشيون فاقتتلوا عند بيوت المجانبة فقتل من القرشيين رجلان أحدهما يقال له العباسي والآخر الجعالي.
ثم أن القرشيين طلبوا الذمة من السلطان والدخول في الطاعة فأَذم عليهم ذمة شاملة فاصلحوا وطلبوا النصرة من السلطان على المعازبة فأمر السلطان بمناصرتهم وخرج العسكر إليهم فأغاروا يوم الثاني عشر من شوال فقتلوا من المعازبة تسعة رجال فيهم الحيق بن الحري وحرقوا عليهم البريت والكرنبسة ونهبوهم وأخرجوهم من ذلك الحد.
فجمعت المعازبة خيلها ورجلها في آخر شهر شوال وقصدوا القرشية فخرج أهل القرشسة إليهم فاقتتلوا فقتل من القرشيين نحو من أربعين رجلاً فيهم عيسى من الهبل وقتل من المعازبة رجل واحد يقال له مفرح بن الأسحم وأغار القرشيون بعد ذلك في شهر ذي القعدة فقتلوا من المعازبة رجلاً يقال له ابن العقيد وابنه وثلاثة أنفار.
ثم جمعت المعازبة جمعاً عظيماً من قبائل الشام وغيرها وقصدوا القرشية آخر يوم من القعدة فوصلوا إلى طرف القرية العليا ووقعت الهزيمة فيهم فقتل منهم ومنن معهم نحو من ثلاثمائة رجل وكانت الوقعة مشهورة وفي ذلك يقول الفقيه محمد بن سرداح القرشي