بن علي بن سمير. وكان فارساً هماماً فصيح اللسان حديد الجنان فسار بالعساكر من حرض إلى قرية البرزة فأقام فيها وكانت المحالب يومئذ خراباً فأراد أن يعمرها وتكون إقامة العسكر في البرزة وأرسل إلى الرعايا يطلب منهم واجبات الديوان. فلما وصل كتابه إلى الضميين امتنعوا عن الوصول إليه وأرسلوا العرب السرددية يطلبونهم لحربه وقتاله فأسرعوا إليهم فاجتمعت العرب من الضميين ومن انضم إليهم وعرب السرددية وقصدوا ابن سمير ومنع معه إلى البرزة فخرج إليهم فيمن معه من العسكر فاقتتلوا قتالاً شديداً ووقعت الهزيمة في العرب فقتل من العرب نحو ثلاثمائة إنسان فيهم من أهل الواسط أكثر من مائة رجل. وكانت الوقعة يوم الرابع عشر من ذي الحجة من السنة المذكورة.
ولما انقضت الوقعة سار ابن سمير ومن معه من العسكر إلى المحالب واستولوا عليها ودخل العرب في طاعتهم طوعاً وكرهاً.
وفي هذه السنة توفي الملك المنصور عمر بن السلطان الملك المجاهد رحمه الله تعالى.
وفي هذه السنة أيضاً توفي رجل غريب في جامع المرثاة من حارة وادي زبيد فأقام في الجامع أياماً ثم توفى له كنفاً فحفروا له قبراً ولفوه في حشر الموز وربطوه بشعار وأدخلوه القبر فلما استقر في اللحد وصل الشيخ يوسف ابن نجاح الصوفي بثوب يريد تكفينه فيه فوجدهم قد أنزلوه في اللحد فنزل يريد أن يخرجه من القبر فلم يجد في القبر إلا حشر الموز فأخرج الحشر إلى خارج القبر ودفنوا القبر ترابا على غير ميت وهو معروف بقبر الغريب والله أعلم.
وفي سنة اثنتين وستين سار العسكر من حدود المحالب إلى سردد وذلك في أول شهر صفر من السنة المذكورة فاجتمعت عرب سردد جميعاً في بيت حسين ثم خرجوا من بيت حسين يريدون العسكر فلما اتجهوا هربت العرب من غير قتال فتبعهم العسكر وقتلوا منهم شيئاً كثيراً ولكنه اقل من القتلة الأولى وسلبوا سلبا كثيرا ودخلوا بيت حسين فحرقوا بيت العبيد والشرجة وبيوت بني وهبان وكانت هذه الوقعة عند