البلاد إلى المحالب فخرج إليهم الشريف علي بن محمد وسأَل من القائد أن يمهله يومه ذلك. فإذا كان الليل خرج من بلاد السلطان. فقال القائد ما تخرج إلا الساعة وإن لم تخرج راضياً خرجت غير راض فلم يجبه إلى الخروج فاقتتلوا قتالاً شديداً فقتل القائد وقتل معه تسعة نفر وانهزم الباقون هزيمة شديدة. وكان ذلك يوم الخميس الثاني والعشرين من الشهر المذكور. فلما علم ابن حاتم بذلك ارتفع من المهجم ورجع إلى السلطان وكان رجوعه في البحر من ساحل الجردة. ولما قتل القائد كما ذكرنا سار الشريف علي بن محمد من المحاب يريد المهجم فدخلها يوم الأحد الخامس والعشرين من الشهر المذكور وأمامه رأس القائد ورؤوس أصحابه الذين قتلوا معه فلما دخل الشريف المهجم قبض الشجاع بن يعقوب أميرها يومئذ وولى فيها الكمال بن التهامي ولم يزل يعذب ابن يعقوب حتى هلك من شدة العذاب. وكان وفاته ليلة الجمعة السابع من شهر جمادى الثانية من السنة المذكورة.
ولما استولى على المهجم أرسل جماعة من الغزالي المحالب فوقفوا في البستان فقصدهم العرب فهربوا من المحالب فنهبها العرب وحرقوها. ثم خرجت القواد في كل ناحية والى كل قبيلة من قبائل العرب يستغيرون بهم فجمعوا المعازبة والرماة والقحراء وعرب وسردد وقصدوا الشريف في المهجم فخرج إليهم فهزمهم إلى الحرمة. ثم عاودوه في النهار الثاني فخرج إليهم فانهزموا إلى أطراف المدينة ثم تفرقوا عنه وعاودوه في اليوم الثالث فأحاطوا بالمدينة فوقف الشريف يمانعهم إلى آخر النهار ثم انه استذم المعازبة وخرج في ثقله بالليل فلما اصبحوا دخلوا المدينة ونهبوها وحرقوها واخذوا منها أموالاً لا تحصى ولا تحصر وذلك في يوم الاثنين الثاني من شهر رجب من السنة المذكورة واستولى الخراب على التهايم كلها ولم يبق الا زبيد وحرض.
فلما استولى الخراب على البلاد كما ذكرنا ثار الأمير نور الدين محمد بن ميكائيل واستخدم العساكر وحدثته نفسه بتصديق ما خيل له أصحابه فطلب أشراف صعدة وغيرهم فلما اجتمعت العساكر عنده في حرض قدم الأمير شهاب الدين أحمد