تعز نزل القاضي عفيف الدين عثمان بن سليمان بن طلحة الدوري في جماعة من العسكر ووقف في زبيد مقدماً عوضاً عن القاضي شهاب الدين أحمد بن قبيب. وطلع ابن قبيب إلى الباب الشريف. وقد استولى الخراب على معظم التهائم ولم يبق من وادي زبيد إلا ثلاث قرى أو أربع وإلا المدنة وكانت الخيل تظل تدور حولها كل يوم.
وفي هذه السنة وصل الشريف الكبير علي بن محمد المعروف بابن الجارية إلى مدينة المهجم وكان معه جماعة من بني الحمزة الشرفاء فخرج في لقائه أمير البلد الشجاع بن يعقوب ومقدمها يومئذ الأمير شمس الدين علي بن حاتم وبعض مشايخ العرب. فلما وقفوا في الميدان وأرادوا أن يلعبوا تنازعوا في التقدمة فاقتتلوا فانحاز أهل المدينة ومن معهم من عسكر أباب إلى المدينة. ومنعوا الشريف وأصحابه من دخول المدينة. فاصلح بينهم الأمير شمس الدين علي بن حاتم ودخلوا المدينة وجلس الشريف فيالدار. ثم أن بعض غلمان الأشراف اخطأَ على واحد من أهل المدينة فلزم وأتى به إلى الشريف فأمر بقطع يده فقطعت للفور فغضب الأشراف وخرجوا من المهجم راجعين إلى بلادهم. وبقى الشريف علي بن محمد في جماعة من أصحابه. وكان السلطان قد أحال له على الأَمير صارم الدين داود بن خليل صاحب المحالب بمال فانتقل إلى المحالب بسبب ذلك. فدافعه صاحب المحالب ولم يعطه إلا التافه اليسير. فلما رأى الشريف انه غالب له على حوالته خرج إليه في جماعة من أصحابه فدخل عليه بيته وقتله فيه وأخذ من بيته ما وجده فيه من المال والقماش والدواب والسلاح وكان قتله ليلة الجمعة السادس عشر من شهر جمادى الأولى من السنة المذكورة. فلما علم الأمير شمس الدين علي بن حاتم بقتل داود بن خليل أرسل إلى القائد وهاس وبعث إليه بعكسر المهجم وقد جعل عليهم شرياً يقال له علي بن حازم وأمر على القائد أن يسير في العسكر والعرب لقتال الشريف وإخراجه من بلاد السلطان. فسار القائد وهاس والشريف بن حازم فيمن معهما من العسكر وعرب