المظفرية طالباً مع الفقيه علي بن الحسن وولاه بنو عمران قضاء الناحية وتدريس مدرسة الرخة. فلما صار القضاء إلى بني محمد بن عمر عزلوه. وكانت طريقته مرضية إلى أن توفي في سلخ المحرم من السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.
وفيها توفي الإمام العلامة عبد المؤْمن بن عبد الله بن راشد البارقي ثم التميمي هكذا قال الجندي وذكر أنه منسوب إلى عرب يسكنون ناحية من بلد بني شهاب. ويعرفون ببني بارق نسبة إلى عمرو بن براقة. وكان أحد رؤساء العرب الذين قتلوا مع الحسين بن علي رضي الله عنهما. وكان عبد المؤْمن المذكور ممن رسخ في السمعلة. وأَقام فيها مدة طويلة إلى أن ثار ابن خمسين سنة. ثم تشكك في كونهِ على الحق أم على الباطل فجعل يزور المشاهد المشهورة. والترب المباركة. ويسأَل الله تعالى أن يريهُ الحق حقّاً ويرزقهُ اتباعه. فمالت نفسه إلى الانتقال إلى مذهب الإمام الشافعي فحين علم الإسماعيلية بذلك شق عليهم. وهموا بقته فتقدم إلى القاضي وهو يومئذ عمر بن سعيد وأخبره بقصته وإنه يريد الدخول في مذهب الشافعي لكنهُ يخشى من الإسماعيلية. فقدم به القاضي عمر بن سعيد إلى الأمير علم الدين ينجر الشعيبي وأخبراه بالقصة فقال الأمير علم الدين من سكب عليك كوز ماءٍ سكبت عليه كوز دم فتاب على يد القاضي بحضرة الأمير وأخذ منهما العهود والمواثيق على حمايته وتوثق منهما وخرج من فوره وتظاهر بترك السمعلة والدخول في مذهب أهل السنة. وجعل يسب الإسماعيلية ومذهبهم. ويذكر قبائح أفعالهم فحين سمعوا منه ذلك سعوا في قتله أشد السعي لكن الدولة قهرتهم. وكان عبد المؤْمن رجلاً مباركاً زاهداً ورعاً لازماً طريق القناعة غالب أوقاته في مسجد الجامع بصنعاء حتى قيل أنه لازم الاعتكاف أربعين سنة. وكان كثير التلاوة لكتاب الله في المصحف. وكان يقرأُ كتب الحديث وقرأَ بعض كتب اللغة وبداية الهداية. ولم يزل على الطريق المرضي إلى أن توفي في سلخ صفر من سنة عشرين وسبعمائة. وهي السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح إبراهيم بن الفقيه علي بن إبراهيم النحلي وكان