وسبعمائة رحمه الله تعالى.
وفي سنة عشرين وسبعمائة مرض الأمير علاء الدين كشدغدي مرضاً شديداً أفضى به إلى الموت وحصلت مرافعات كثيرة على القاضي صفي الدين عبد الله بن عبد الرزاق. وحقق كتاب الدواوين في المقام السلطاني أنه أخذ جملة من المال فعزله السلطان عن يد الاستيفاء وفوض الأمر في ذلك إلى الأمير جمال الدين يوسف بن يعقوب بن الجواد. وكان أميراً كبيراً عالي الهمة حسن التأني وسأَل من السلطان رحمه الله تعالى أن لا يجعل عقوبة أحد على يديه. وإن مهما تعين من المال للدواوين أمر السلطان أمير جاندار باستخراجه وهذا أكبر دليل على خيره.
وفي هذه السنة المذكورة وصل القاضي الأجل محي الدين يحيى بن عبد اللطيف التكريتي من الديار المصرية على طريق مكة المشرفة وأحضر إلى مقام السلطان جوهرً كثيراً من الزمرد واللآلئ. وتقدم عند السلطان تقدماً حسناً. وأحل محل الوزارة. وسلم إليه السلطان من خالص ماله مائة ألف دينار من المال الخالص على حكم التجارة. وكتب له إلى عدن بخمسين ألفاً فلما نزل إلى عدن تصرف فيها تصرف المالك وكان قابضاً على الوزارة.
وفي هذه السنة أيضاً وصل الأمير بدر الدين حسن بن أحمد بن المختار الإمام الفاضل العارف بعلوم الأوائل من الهيئة والهندسة وعلم المخطى. وكان مشاركاً فيكل فن وضارباً في كل علم بنصيب. ولم يكن في البلاد المصرية ولا البلاد الشامية من يناسبه في معرفته مع اتساعها وفرح السلطان بوصوله فرحاً شديداً.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر بن عمر الأحنف وكان فقيهاً ورعاً وكان إماماً في المدرسة الأشرفية بذي جبلة توفي لخمس بقين في شهر رجب من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن أبي الرجا الجناب بن أبي القاسم الحميري. وكان مولده سنة سبع وثلاثين وستمائة وتفقه في بدايته بالفقيه علي بن الحسن الآصابي وبابن النابه. وهو أول من رتب في المدرسة