ميلاده سنة ثلاث وستين وستمائة تفقه بأبيه وكان من أعيان الفقهاء الفضلاء الآخذين عن أَبيه. وكان أبوه يحبه حباً شديداً ويفضله. فسئل عن ذلك فقال كنت عند والدته حين وضع في الخيمة التي وضعته أُمه فيها فحين سقط إلى الأرض أضاءت الخيمة وأنارت حتى أني عددت جوانح الخيمة.

قال الجندي وأخبرني الخبير بحاله أنه كان من أخير أولاد الفقهاء ديناً وكرماً ومعرفة للفقه وعبادة غالب أيامه الصيام ولياليه القيام. وكان كثير الإطعام قل ما تلد الأخيار مثله. توفي على أكمل طريق مرضي ليلة الجمعة سابع عشر من ذي الحجة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصالح موسى بن الفقيه الإمام العلامة أبي العباس أحمد بن موسى بن علي بن عجيل. وكان فقيهاً صالحاً فاضلاً ديناً خيراً تفقه بأبيه وكان مشهور الفضل والصلاح توفي يوم السادس من شعبان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصالح محمد بن عمر بن حشيبر بضم الحاء المهملة وفتح الشين المعجمة وسكون المثناة من تحتها وكسر الباءِ الموحدة وآخره راء. وكان فقيهاً زاهداً ورعاً صاحب كرامات له في الحكمة كلام عجيب. توفي في غرة ذي الحجة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة وصل القاضي محي الدين من عدن وحصل بينه وبين القاضي صفي الدين مرافعات كثيرة. واتفق لمحي الدين اتفاقات ليست بحسنة فنقص ذلك القبول من جهة السلطان. وكان في ذلك يطلب الوزارة ويجتهد ويسعى في تحصيلها فلما ألح وأكثر قال السلطان كلا لا وزر ثم أراد السلطان أن يجبر خاطره فأركبهُ يوم العيد عيد الفطر في موضع الوزارة وركب بالطرحة على عادة الوزراء المصريين.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن شبا الشعبي وكان فقيهاً فاضلاً تفقه بمحمد بن أبي بكر الأصبحي وتزوج ابنته وهو وصيه. وكان منصوبه على أولاده وولي قضاء بلده من قبل بني محمد بن عمر مدة ثم انفصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015