ناحية المعزية من مدينة تعز إلى أن توفيت وكانت وفاتها في منتصف المحرم من السنة المذكورة رحمها الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل يوسف بن محمد بن مضمون. وكان قد ولي قضاء عدن من قبل بني محمد بن عمر فأقام على ذلك سنين ثم فصلوه وأقاموا عوضه الفقيه أبا بكر بن الأديب بن مضمون على حساب مال المستودع ومعرفة ما قبض منه وما صرف فقال له القاضي محمد بن علي بن مياس هذا أمر ليس إليك وهذا يروح إلى من ولاه يفتصل معه فخرج من عدن على كرهٍ منه فأقام مدة ثم أمره قاضي الأقضية قاضياً في صنعاء فلم يزل بها إلى أن ولي ابن الأديب القضاء الأكبر فعزله عن صنعاء فرجع إلى بلاده متولياً بعض جهاتها فأقام بها إلى أن توفي في مستهل جمادى الأولى من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو عبد الله يحيى بن محمد بن يحيى بن الرخا ابن الحنان بن أبى القسم الحميري. وكان مولده سنة أربع وستين وستمائة. وكان فقيهاً عارفاً تفقه بأبيه غالباً ودرَّس في أماكن كثيرة منها مصنعة سير ثم درّس في مدرسة الحرة جلل بنجلان ثم انتقل إلى مدرسة أضراس فلم يزل بها إلى أن توفي غريقاً في البحر قاصداً للحج في شهر رمضان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن أبى الخل. وكان فقيهاً عارفاً بالتفسير والحديث وعلم الحقيقة طلع إلى تعز مع جماعة من أهله يشكون من بعض عمال المهجم إلى السلطان الملك المؤَيد فأشكاهم بعض الأشكاء ثم رجعوا قاصدين بلدهم فمرض في الطريق فوصلوا به حبيش وقد توفي في ثناء الطريق فقبر عند ابن عمه احمد بن الحسن وكانت وفاتهُ في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه البارع أبو الخطاب عمر بن أحمد بن عبد الله بن جعمان. وكان فقيهاً بارعاً وغلب عليه علم الفرائض وكان فيه محموداً توفي عائداً من الحج في مدينة حَلْى ابن يعقوب. وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.