في المعتقد يتبرأ فيها من كل معتقد يخالف الكتاب والسنة وعرضها على الفقيه صالح بن عمر البريهي فارتضاها وأخذها عنه بان ترك بعض أصحابه يقرؤُها بحضرته وحضرة جماعة من أصحابه حينئذ واستخاروها منه. وكان قد أتقن النحو واللغة والفرائض والأصول والحساب. وامتحن في آخر عمره بقضاء الدملؤَة من قِبل ابن الأديب وأَقام عليه مدة مقتربة ثم توفي في مستهل المحرم أول السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي أخوه محمد بن علي بن عمر وكان ممن يخدم الدولة المؤَيدية كاتب إنشاء وكانت له درية ثاقبة ويقول شعراً حسناً. وكان محب أبناء جنسه من الفقهاء والطلبة ويعتني بحوائجهم توفي في مستهل رجب من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الفاضل أبو عفان عثمان بن محمد المعروف بالشرعبي وكان فقيهاً ظريفاً تفقه بمحمد بن علي القاضي وبابن عباس الشعبي. قال الجندي وعنه أخذت غالب فقهاء تعز. وكان قد ألف في ذلك كتاباً مختصراً قلما أخبرته بما جمعت أعجبه ذلك وأعطاني ما قد جمعه فوجدته قد ذكر منهم جمعاً كثيراً لكنه لم يذكر ميلاداً ولا وفاة. وكان من خيار الفقهاء وأعيانهم وممن يرجى بركة دعائه. وكان جميل الخلق كثير البشاشة درَّس في المدرسة الأسدية التي في تعز مدة طويلة. وكانت وفاته ليلة الأحد السابع من صفر من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفيت الجهة الكريمة جهة دار الدملؤَة ابنة مولانا السلطان الملك المظفر شمس الدين يوسف بن عمر بن علي بن رسول وهي التي تسمى نبيلة. وكانت امرأَة صالحة تقية بارة بأهلها محسنة إلى من لاذ بها وابتنت مدرسة في مدينة تعز ومسجداً في جبل صبر وابتنت مدرسة في مدينة زبيد وهي التي تسمى الأشرفية في جنوبي مسجد الميلين ووقفت على الجميع أوقافاً تقوم بكفاية الكل. وكانت مقيمة في حصن تعز حتى حصل بين المؤَيد أخيها وبين ابن أخيه الناصر بن الأشرف ما حصل فاستوحش السلطان منها فأمرها بسكنى المدينة فنزلت من الحصن وسكنت في