المدرسة لاذ بالفقيه أبى بكر بن محمد بن عمر اليحيوي. وتزوج ابنة أخيه عمر. وكان مستقيم الحال بذلك حتى هلك الوزير واخوته وانحطت حالهم. فحصل عليه بعض تعسف فلما جعل والد الفقيه أبى بكر قاضي القضاة. وأقام ما أقام في القضاءِ ثم فصل بابن الأديب صودر هذا الفقيه وحبس وعزر وجرى عليه شيءُ كثير. فلم تظل مدته بعد ذلك بل توفي وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أسعد الأصبحي أخو الإمام علي بن أحمد الأصبحي صاحب كتاب المعين. وكان مولده في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وتسعين وستمائة تفقه في بدايته بأخيه. ثم ارتحل إلى أبين فقرأَ على الفقيه أبى بكر بن الأديب وتفقه في أبين وعدن ولحج وكان يتردد من هذه القرى للقراءة عليه. وانتفع بالقراءَة عليه انتفاعاً كليّاً. أخذ عنه المهذب والتنبيه والوسيط واللمع ثم عاد بلده وأقام في المسجد بالذنبتين فقرأَ مدة ثم اشتد به الفقر فعاد إلى تعز فدرس بها في عدة من مدارسها. وفي آخر الأمر درس في مدرسة الحميرا. وكان متنسكاً تقياّ له دين متين ولم تعرف له صبوة. وكان من أهل المروءات. وتوفي يوم السابع عشر من شهر رمضان من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي هذه السنة توفي القاضي يعقوب بن أحمد بن الفاضل تفقه بابن الصريدح ثم بعبد الله بن إبراهيم بن علي بن عجيل وأخذ الفرائض عن الفقيه علي بن أحمد الحميري. ثم ولاه القاضي علي بن محمد بن عمر قضاء المحالب وهو شاب فكان يحكى عنه سيرة المعجبين. ولما صار القضاء إلى محمد ابن أبي بكر عزله وصادره مصادرة شديدة فأقام مريضاً في القحمة عقيب المصادرة إلى أن توفي وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه البارع المحقق منصور بن علي بن عمر بن إسماعيل بن زيد بن يحيى العزيزي لقباً الشعبي نسباً. وكان فقيهاً عارفاً مجوداً شجاعاً له بصيرة في الصناعات كالخياطة والنجارة وغيرهما. وكان يقول الشعر أيضا وله قصيدة حسنة