الملابس الفقهية قاصداً بذلك تعظيم العلم وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الفاضل هارون بن عثمان بن محمد علي الحسائي ثم الحميري وكان فقيهاً ورعاً زاهداً له مسموعات ومقروءات وكان ذا دين وأمانة وورع وزهد وكان كثير الحج وكان فيه من المعروف ومحبة العلم وكان حريصاً على اكتساب الحل فبورك له في ذلك. وتوفي على الطريق المرضي وهو عائد من الحج في قرية تعرف بقنونا في أول المحرم أول السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة ثماني عشرة وسبعمائة وصل القاضي صفي الدين عبد الله بن عبد الرزاق الواسطي يطلب حب من السلطان وصرف السلطان عليه إلى حال وصوله من الذهب العين نحواً من ألفي مثقال. فلما وصل كما ذكرنا صرف السلطان إليه شد الاسْتيِفاءِ وحظي عند السلطان حظوة عظيمة وانبسطت يده في الدواوين وكان زوجاً لابنه الأمير علاء الدين كشدغدي وهو الذي عينه السلطان فسار بالناس سيرو عفيفة ثم توجه إلى عدن فحمل منها إلى السيد الخزانة المعمورة بثلاثمائة ألف دينار ملكية. فلما وصل بها لقي السلطان في الجند فأكرمه وأنصفه وعظم قدره.

وفي هذه السنة توجهت الرسل إلى مصر وهم الأمير بدر الدين حسن ابن الأسد ومن جرت العادة بمسيره في خدمته فقابلهم السلطان الملك الناصر أحسن مقابلة.

وفي هذه السنة رتب الأمير علاء الدين كشدغدي عساكر السلطان المنصورة على ترتيب العساكر المصرية. وجعل لها جناحاً للميمنة وجناحاً للميسرة. وجعل خلف السلطان عصائب كثيرة. وركب المماليك بالنفخ وجعل منهم طائفة طبردارية وركب السلطان بهذا الزي.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل أبو محمد الحسن بن علي بن الفقيه يحيى بن ألفيه فضل وكان يسكن قرية المنظاري ويدرس في مدرسة بنتها امرأَة ووقفت عليها وقفاً جيداً. وكان صاحب دنيا واسعة فلما خشي من الظلمة على نفسه وعلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015