الآخرة من السنة المذكورة.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح العابد أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أُسيد بضم الهمزة وفتح السين وسكون الياء وآخره دال مهملة بن أسحم بفتح الهمزة ويكون السين وفتح الحاء المهملة وآخره ميم. كان فقيهاً عابداً صالحاً حبراً توفي في السنة المذكورة رحمه الله.
وفيها توفي الفقيه البارع احمد بن أبي بكر المعروف بابن الأحنف. وكان ميلاده سنة إحدى وأربعين وستمائة سمي أبوه بذلك لحنف كان به تفقه بعباس بن منصور وغيره من فقهاء جبلة وله مصنفات مفيدة في التفسير واللغة والحديث. وكان عارفاً حافظاً نقالاً للمذهب درس في المدرسة الشرقية ثم انتقل إلى المؤَيدية بتعز فدرس بها وانتفع به جماعة ثم عاد إلى بلده جبلة فتوفي بها لعشر بقين من جمادى الآخر سنة سبع عشرة من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الفاضل إبراهيم بن عمر بن إبراهيم المذحجي الجبيري نسبة إلى جدله اسمه جبير تصغير جبر بالجيم والباء الموحدة. وكان فقيهاً فاضلاً تفقه في ابتدائه ببعض فقهاء حبر ثم بعثمان بن عبد الله وابن عمه عبد الله بن عمر الإسحاقيين. وكان يسكن معشار حصن ثمين في قرية يقال لها نابه. وتوفي في قريته المذكورة في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه البارع أبو بكر محمد بن الفرسي الملقب بالفخر. وكان مولده في المحرم سنة ست وخمسين وستمائة. وكان فقيهاً فاضلاً متفنناً لطن يعلم الحساب كأبيه وأخذ هذا العلم عنه. وكان رجلاً عاقلاً لبيباً قلما قصده قاصد أمر إلا وأعانه بما يليق من الأمور. وحصل بينه وبين الوزراء في الدولة المؤَيدية ألفة ومحبة فاجتلبوه إلى خدمة السلطان الملك المؤّيد والوقوف على بابه. فلم يزل كذلك إلى سنة ست عشرة وسبعمائة ثم حصل على القاضي جمال الدين محمد بن أبي بكر ما ذكرنا من العزل والاعتقال وتعدى الأمر إلى أصحابه وأصحاب أهله. وكان هذا المذكور في عدن فاستدعاه السلطان إلى تعز وأحضر من تكلم عليه بأنه تكلم في