وفيها وصل رسول صاحب هرموز بالهدايا والتحف فقابله السلطان بما يجب وأكرمه وأنصفه.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح المقري عبد الكريم بن إسماعيل وكان يسكن قرية الوجي بفتح الواو وكسر الجيم كسراً مشبعاً وهي على قربة من مدينة جبار كان هذا عبد الكريم عارفاً بالقراءات السبع أخذ عن الحداء وكان من صالحي زمانهم وأخيارهم ما قرأ عليه أحد إلا انتفع ولا حقق عليه أحد شيئاً فنسيه. وكان في أول الأمر نساجاً ينسج الثياب. وكان القارئ يقرأ عليه وهو يشتغل فلا يفوته من غلطه شيء. ثم ترك النساجة في آخر عمره واشتغل بالخياطة ولم يزل كذلك إلى أن توفي. وكان قوته من صنعته وربما جاءَه ضعيف فلم يرده خائباً. وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصالح النجيب إسماعيل بن الفقيه الصالح أبى العباس أحمد بن الفقيه الصالح المشهور موسى بن الفقيه علي بن عمر بن عجيل. وكان فقيهاً محققاً عارفاً فرضيّاً ماهراً. وكانت وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد بن الفقيه الإمام أبى الحسن علي بن الفقيه أحمد بن أسعد الأصبحي. وكان مولده يوم السابع عشر من رجب سنة خمس وسبعين وستمائة. وكان تفقهه بابيه وكان رحمه الله عارفاً وهو الذي خلف والده في التدريس وعكف عليه أصحابه وحج بعد أبيه. ثم لما عاد من الحج أقام مدَّة. وكان للوزراء في بني محمد صيت في القرية فجعل علماؤهم يشوشون عليه ويؤذونه وربما دخل بعض علمائهم بيته وأخذ منه شيئاً فاشتكى بهم فلم ينصف منهم فخرج من القرية مهاجراً إلى ناحية حجر فأقام في قرية الظاهر هنالك عند الفقيه عبد الرحمن فاقبل أهل تلك الناحية على الفقيه إقبالاً حسناً فأقام هنالك عدة سنين إلى أن توفي القاضي موفق الدين الوزير وابنا أخيه علي بن محمد ومحمد بن احمد. واستمر ابن الأديب في القضاء الأكبر كما ذكرنا فأمره في المدرسة المنصورية بتعز وهي التي تعرف بالغرابية. فأقام فيها مدة ثم فصله فعاد إلى بلاده فتوفي بها في شهر جمادى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015