فأرضه كسماءٍ منه مشرقة ... وهاهما في بديع الوصف شبهان

توافق الناس في أوصافه فلذا ... لم يختلف قط في أوصافه اثنان

كان بنيان داود وبهجته ... صرح القوارير من آرا سليمان

أخفت مآثرهُ البادي نضارتها ... ما شاده تبَّعُ في رأْس غمدان

كم شاد من قصره العالي مراتبه ... في الفخر فاجتمعا في الجو فخران

لله موكبه الزاهي بَروْنقه ... لما استقلَّ بفرسان وشجعان

مثل البحور ولكن في اكفهم ... قواضب تتلالا مثل نيران

على المهمة ألقت التي ... قيد الأوابد من آل وسرحان

من كل أشهب صافي الجسم تنظره ... في الحرب نجماً هوى في إثر شيطان

بكل احمر زاهٍ في ملابسهِ ... يختال من لونها في نسج عقيان

وكل ادهم مثل الليل قد طلعت ... كالصبح غرته الغرَّا بإتقان

أَما الكميت اشربهُ ... سميه فبدا في حال نشوان

إذا مشوا في صباح عاد من رهج ... ليلاً كواكبه أطراف خرصان

على الأكف شواهين لمالكهم ... وهما صيد نسر فوق كيوان

كالصبح في أُخريات الليل هبتها ... والنرجس الغض منها وسط أجفان

مشفوعة بفهودٍ جلّ منظرها ... سليطة لا تُرى إلا لسلطان

قد ألبست حدق الغزلان فانبعثت ... مثل الجديدين في إفناء غزلان

ما سار مالك هذا الجمع مقتنصاً ... إلا انثنى ظافراً في ثوب جذلان

وهذه القصيدة طويلة اقتصرنا منها على هذا الذي ذكرناه وفي هذه السنة المذكورة دخل العسكر المنصور فلله وملكوها وضربت البشائر في سائر البلاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015